المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام
هل اقترب الحل السياسي في سورية؟

هل اقترب الحل السياسي في سورية؟

 

الباحث و الصحفي : يحيى الحاج نعسان

تاريخ النشر : 2015/08/13

 

 

رغم أنّ التحركات الدبلوماسية الأخيرة توحي باقتراب نضوج حل سياسي في سورية يعززه التقارب الروسي السعودي والقطري والتركي، وصعود خطر تنظيم الدولة الإسلامية" من جهة، والاقتراح الروسي حول مكافحة الإرهاب والمبادرة الإيرانية من جهة ثانية، إلا أنّ المواقف الروسية والإيرانية لا تزال غير متطابقة مع المواقف الأميركية والسعودية والتركية فيما يتعلق بمصير الأسد ودوره في المرحلة القادمة.

 

 تمهيد

 

ما تزال المسألة السورية المتداعية بأحداثها الدموية وما يترتب عليها من مآسٍ إنسانية، والمستمرة منذ خمس سنوات تقريباً تشكل معضلة حقيقية أمام المجتمع الدولي والدول الإقليمية المحيطة بها، بحيث إنّه كلما لاحت بارقة حلّ في الأفق عادت لتغلق من جديد نظراً لطبيعة المسألة السورية المعقدة والمركبة من عوامل ذاتية وأخرى خارجية (1).

 

فأما العوامل الذاتية فيتداخل فيها ما هو ثوري جامح إلى التغيير، وما هو أيديولوجي مركب عرقياً وإثنياً يفرز معوقات شتى تقف في طريق هذا التغيير، وأما العوامل الخارجية فتتلخص في تضارب المواقف الدولية؛ فمنها ما يعارض فكرة التغيير بشكل عام كإيران وروسيا، ومنها من يقف مع التغيير، ولكن وفقاً لمصالحه ورؤيته المختلف بها مع الآخر، كأمريكا وبعض دول الخليج وتركيا.

 

ويعد مؤتمر جنيف1 في 30 حزيران 2012 م المؤتمر الوحيد الخاص بسورية الحائز على إجماع عربي وإقليمي ودولي، تتوج بإقراره في مجلس الأمن، وقد  نص على تأسيس هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة، يمكن أن تضم أفراداً من الحكومة الحالية والمعارضة، ولكن الخلاف الروسي والأمريكي بشأن تفسير الاتفاق فيما يتعلق بدور الرئيس بشار الأسد ومصيره حال دون تطبيق هذا الاتفاق الذي ما زال القاعدة الأساسية الوحيدة المجمع عليها حيال المسألة السورية (2).

 

وتتالت المؤتمرات السياسية بعدها حول سورية، كجنيف2 ومؤتمرَي القاهرة الأول والثاني، إلى حوارات موسكو الأول والثاني، وقد استندت جميعها على نص قرار جنيف1 ، خاصة فيما يخص بند الحكومة الانتقالية، الذي تشعب عليه الخلاف بين عديد من الأطراف الدولية المعنية.

 

وأخذت بعدها المسألة السورية تتعقد وترتبط بملفات أخرى إقليمية ودولية أبرزها : ظهور تنظيم الدولة الإسلامية كلاعب جديد في الساحة السورية نتيجة للفشل الدولي في التوصل إلى مخرج من المسألة السورية، والانقلاب الحوثي في اليمن وما تلاه من تدخل عسكري سعودي مباشر لحماية حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، إضافة إلى الاتفاق النووي الإيراني مع مجموعة  دول (5+1) وما ترتب عليه من تقارب غربي أمريكي مع إيران وقلق خليجي وعربي منه (3).

 

كما برزت أيضاً قضية جديدة مرتبطة بالشأن السوري، ألا وهي المسألة الكردية وإشغال تركيا بالخوف من إنشاء كيان كردي مستقل على حدودها الجنوبية، كل هذه الأمور زادت من تعقيد المسألة السورية وأعطتها أبعاداً أخرى أكثر خطورة، الأمر الذي حدا بجميع الدول الإقليمية والدولية المعنية إلى إعادة صياغة سياساتها المتبعة في سورية وفق حسابات جديدة وتوازنات مصلحية مختلفة، دفعت الأطراف المذكورة مجدداً إلى التحرك السياسي والعمل جدياً لإيجاد مخرج للمسألة السورية.

 

ونحاول في هذه الدراسة تسليط الضوء على مجمل التحركات السياسية الجديدة للدول المعنية بحلحلة القضية السورية، وتقييم فرص نجاح هذه التحركات في ضوء المشهد السياسي والميداني المتغير والمركب في آن معاً.

 

 

أولا : التقارب السعودي الروسي ودوره في المسألة السورية

 

بدأت المملكة العربية السعودية في الآونة الأخيرة، وخاصة في ظلّ القيادة الجديدة للملك سلمان بن عبد العزيز بالخروج عن خط حليفتها الرئيسية الولايات المتحدة الأمريكية، وقد بان الخلاف بينهما واضحاً على نقطتين أساسيتين؛ الأولى تتعلق بالملف النووي الإيراني و الثانية بالملف السوري، فقد نشرت إذاعة صوت إسرائيل تحليلاً لمحرر الشؤون الشرق أوسطية في الإذاعة يوسي نيشر يقول فيه: "إنّ العلاقات السعودية الأمريكية متوترة بشأن ملفين رئيسين: الأول معارضة الرياض للاتفاق النووي مع طهران، والثاني إسقاط نظام الأسد، خلافاً للموقف الأمريكي الذي لا يزال متردداً بعد أربع سنوات من القتال"(4).

 

وقد ظهر ت بداية التوجه السعودي الجديد للعمل بحرية أكبر وبعيداً عن سطوة الولايات المتحدة عندما اتخذت قرارها المستقل بإطلاق عاصفة الحزم ضد "الانقلاب الحوثي في اليمن على الرئيس عبد ربه منصور هادي، مكتفية فقط بإعلام حليفتها أمريكا حسب ما أذاعت المملكة آنذاك ببيانها الرسمي حول العملية"(5).

 

ثمّ تتالت بعد ذلك أحداث كثيرة أكدت هذا المنحى الجديد للقيادة الجديدة، منها إعادة فتح العلاقة مع تركيا وتقويتها، وقد توج ذلك بالعديد من الزيارات بين الجانبين وعلى أعلى المستويات بعد انقطاع تام في العلاقات ساد بُعيد الإطاحة بحكم محمد مرسي في مصر في صيف 2013، والتي ساهمت به السعودية آنذاك في عهد الملك الراحل ورفضته أنقرة بشكل كامل.

 

والحدث الأبرز من قبل السعودية هو التقارب مع روسيا، الذي تتوج بلقاء جمع بين وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان  والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في روسيا في حزيران من العام الحالي، وقد تناولته وسائل الإعلام المختلفة آنذاك بالنقد والتحليل.

وتعليقاً على الزيارة قال الخبير الروسي في العلاقات السعودية الروسية قسطنطين دودايف: "إنّه يمكن رؤية التقارب الروسي السعودي على أنّه اقتصادي أكثر منه سياسي، وما يزال الطرفان على خلاف سياسي واضح فيما يتعلق بالشأن السوري، فكما هو معروف روسيا تدعم بشار الأسد وترى في رحيله زعزعة للاستقرار في المنطقة، بينما ترى السعودية أّنه فقدَ حقه في إدارة البلد بعد أن بدأ كفاحاً مسلحاً ضد شعبه"(6).

 

وبالفعل فقد نتج عن الزيارة السعودية إلى موسكو توقيع 6 اتفاقيات اقتصادية، على رأسها اتفاقية تعاون في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وتفعيل اللجنة المشتركة للتعاون العسكري والتعاون في مجال الفضاء(7).

 

ورأى الخبير الروسي أن هذا التقارب يعود أيضاً إلى أنّ الثقة الخليجية في الولايات المتحدة قد سقطت كثيراً، وكما يقال فإن الأمريكيين قد خانوا حلفاءهم كحسني مبارك، بينما أثبتت روسيا أنها حليف موثوق ولا  تتخلى عن أصدقائها.

 

ومن جهة ثانية يعقب المحلل الإسرائيلي ( يوسي نيشر ) أنه ليس من المستبعد أن تكون زيارة وزير الدفاع السعودي لموسكو بهدف تعزيز التعاون العسكري بين الدولتين، والتزود بأنواع جديدة من السلاح الروسي المتطور بمثابة رسالة تحذيرية إلى واشنطن، حال استمرارها في سياسة الابتعاد عن الحلفاء الإقليميين التقليديين.

 

كما أنه ليس من المستبعد أن تشكل الزيارة  السعودية تحدياً لإيران وسط التوتر الشديد بينهما بشأن اليمن وسوريا والملف النووي.

ومع الأهمية الاقتصادية للزيارة فإن هذا لا ينفي أنّ الزيارة قد مهدت لذوبان الثلج وإعادة الدفء إلى العلاقات السعودية الروسية حتى على المستوى السياسي، وهذا يتضح جلياً في دعوة الرئيس الروسي إلى تحالف دولي رباعي ضد الإرهاب في المنطقة، يضم كلاًّ من السعودية وتركيا والأردن إلى جانب سورية (8).

 

- حلف رباعي لمكافحة الإرهاب

 

أعلنت موسكو الاثنين 29 حزيران رغبتها في جمع دمشق والرياض في تحالف واسع ضد تنظيم الدولة الإسلامية يشمل أيضا تركيا والأردن.

 

وكشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن موسكو تتلقى خلال اتصالاتها مع دول المنطقة التي تربطها بها علاقات طيبة جداً إشارات تدل على استعداد تلك الدول للإسهام بقسطها في مواجهة الشر الذي يمثله "داعش"، وأوضح أن ذلك "يتعلق بتركيا والأردن والسعودية".

 

ويأتي هذا الطرح رغم أنّ الروس يعلمون جيداً أنّ لهذه الدعوة ثمناً، ألا وهو إنجاز تسوية سياسية مرضية للدول المدعوة للانضمام إلى هذا الحلف، وعلى رأسها السعودية التي وإن كانت ترى في تنظيم الدولة الإسلامية خطراً بالغاً على أمنها، لكن هذا لا يعني بحال تخليها وغيرها من المدعوين إلى الحلف عن مواقفهم الرافضة لبقاء رأس  النظام السوري في السلطة.

 

وهذا أكده مؤسس موقع ويكيليكس الأسترالي جوليان أسانج الذي كشف عن وجود اتفاق سري بين السعودية وقطر وتركيا للإطاحة بالقيادة السورية، حسب ما ورد في وثائق وزارة الخارجية السعودية المسربة على موقعه(9).

 

ولذلك فقد عقّب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على الطرح الروسي حول الحلف الرباعي بأنّ ذلك لا يعني إهمال مهمات أخرى وردت في بيان جنيف الصادر في 30 حزيران عام 2012، في إشارة واضحة إلى ضرورة تسوية سياسية في سورية، بالتأكيد سترضي السعودية؛ فهو يعلم أنّ السعودية تريد ثمناً حتى توافق على طرحه، والثمن حصرياً سيكون في سوريا كون روسيا ساندت السعودية في اليمن، وهذا سيأتي تفصيله لاحقاً‘ ولم تعلن موافقتها على دخول الحلف.

 

ويمكن القول: إنّ روسيا تعي تماماً أنّه لابد من تحقيق مقاربة ترضى عنها الدول المدعوة إلى الحلف حتى ينجح المشروع ويتحول إلى واقع، خاصة وأنّ روسيا مقتنعة تماماً أن هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية لا تتم إلا عبر تدخل بري  يكون للمكوّن السّنّي في سورية والعراق وللدول الإقليمية دور بارز فيه.

 

- التقارب الروسي السعودي في اليمن

لقد دعمت روسيا بشكل واضح القرار السعودي في اليمن عندما سمحت بمرور قرار مجلس الأمن رقم 2216 بشأن اليمن الذي جاء تحت الفصل السابع، ونص على فرض حظر للسلاح على الحوثين وأنصار علي عبد الله صالح، ودعا الحوثيين للخروج من المدن والبلدات التي استولوا عليها بما فيها صنعاء.

 

وقد أوضح السفير السعودي في روسيا عبد الرحمن الرسي أن هناك "اتفاقاً بين المملكة وروسيا بشأن الحفاظ على شرعية الحكومة اليمنية"، مشدداً على أن "لروسيا دوراً مهماً في تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 بشأن اليمن" (10) .

وهذا معناه أنّ روسيا تختلف في رؤيتها للأمور عن حلفائها في نفس المحور كإيران وسورية، وإن كانت ما تزال تقدم الدعم لهذا المحور.

 

ثانياً : ملامح التغيير في الموقف الروسي والمبادرة الإيرانية

رغم التأكيد المستمر من قبل الدبلوماسية الروسية على ثبات موقفها في دعم دمشق ( نظام الأسد) وفي جميع المناسبات، إلا أنّه يمكن أن نلمح ما بين السطور تغيراً في الموقف الروسي، ولكن لم تنضج ملامحه النهائية بعد، وهذا ما يؤكده الأستاذ في جامعة جورج ميسون في الولايات المتحدة مارك كاتز بقوله: "إن مواصلة موسكو دعمها للأسد قد تؤدي إلى إضعاف جماعات المعارضة المعتدلة، ما سيسمح لتنظيم الدولة وجبهة النصرة بتسلم السلطة في حال سقوط نظام الأسد"، ويرى كاتز أنّه طالما أن الأسد سينهار بطريقة أو بأخرى فإنه من الأفضل لروسيا العمل مع السعودية لتحسين فرص تشكيل حكومة للمعارضة المعتدلة لتحل مكان الأسد.

 

وهذا التحليل يعززه قول وزير الخارجية السعودي عادل الجبير: "إن الأزمة في سوريا سوف تنتهي، إما عن طريق العملية السياسية التي من شأنها أن تؤدي إلى انتقال سلمي للسلطة، للوصول إلى سوريا الجديدة من دون الأسد، وإما عبر الحسم العسكري، أي عبر إلحاق الهزيمة بالأسد" (11).

 

بدوره يرى المحلل في المركز الملكي للدراسات الدولية “تشاتام هاوس” نيكولاي كوزهانوف : أن روسيا تشعر بالإحباط من الأسد؛ لرفضه فتح حوار مع المعارضة العلمانية، في ظل تصاعد التهديد الجهادي.

 

وقد أفادت صحيفة فاينشال تايمز البريطانية وفقا لمقال مترجم على موقع مصر العربية بأن دبلوماسياً إيرانياً قد اتهم روسيا بأنها تلعب لعبة مزدوجة في سوريا، وقال: " إن روسيا تحاول أن تلعب على أكثر من مسار في الوقت الحالي؛ فهي تدعم الحكومة السورية، وتحاول التأثير على المعارضة، وتحضّر لمستقبل دون الأسد"، وتضيف الصحيفة بأنه رغم أهمية السلاح الروسي للنظام السوري، إلا أن موسكو خففت من وجودها في سوريا بشكل كبير، وسحبت حوالي مئة من مستشاريها العسكريين (12).

 

وما يوحي بأن هذا الكلام يحمل نوعاً من الصدقية هو المبادرة الأخيرة التي طرحها وزير خارجية إيران جواد ظريف لحل الأزمة في سورية.

 

وقد جاء ت المبادرة من أربع نقاط معدلة : حيث يتضمن البند الأول الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار، ويدعو البند الثاني إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، أما البند الثالث فيتضمن إعادة تعديل الدستور السوري بما يتوافق وطمأنة المجموعات الإثنية والطائفية في سوريا، كما يدعو البند الرابع إلى إجراء انتخابات بإشراف مراقبين دوليين (13).

 

ويمكن قراءة هذه المبادرة من منحيين؛ الأول أنّ إيران أحست أنّ روسيا بدأت بتغير سياستها تجاه سورية فأرادت أن يكون لها دور مؤثر في المرحلة المقبلة، خاصة إذا ما علمنا أنّ أحد نقاط المبادرة يشكل خطاً أحمر بالنسبة للنظام السوري، وهي النقطة المتعلقة بتغيير الدستور(14).

 

والمنحى الثاني: ممارسة إيران لدور تضليلي في هذا الموضوع لخلط الأوراق وإفشال أي تغير في الموقف الروسي، وهذا ما سيتم مناقشته في فقرة لاحقة من الدراسة.

 

ومن الدلالات التي تشير إلى تغير الموقف الروسي تجاه الأزمة في سورية هو تنسيقها المستمر في الفترة الأخيرة مع  المبعوث الدولي إلى سورية السيد ستيفان ديمستورا ومع الائتلاف السوري المعارض، حيث أجرى المبعوث الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف محادثات مع أعضاء بارزين في الائتلاف ضمن لقاء جمعهم في أنقرة منذ قرابة شهرين وصفه الجانبان بالمثمر، وقد تتوجت هذه العلاقة أخيراً بدعوة الائتلاف إلى زيارة موسكو في وقت قريب (15).

 

ثالثا: أمريكا وتركيا: تقارب الموقف السياسي تجاه سورية

رغم أن أمريكا لم تضغط إلى الآن على النظام السوري بشكل جدي سواء ًسياسياً أوعسكرياً، ولكنها تؤكد مراراً وتكراراً أنّ موقفها ثابت تجاه المسألة السورية، وملخصه أنّ الحل في سوريا سياسي، ولن يكون للأسد دور في مستقبل سورية لأنه فقد شرعيته، ولكنها تخشى جدياً من البديل، لذلك فهي تسعى لتدريب معارضة معتدلة كما تقول دائماً لتحقق غايات ومصالح عديدة يكون آخرها إقصاء الأسد (16).

 

أمّا فيما يتعلق بالموقف التركي فإنّه يمكن القول: إنّه أكثر وضوحاً لناحية الثبات تجاه ما يحصل في سورية؛ فالقيادة التركية ترى أنّه لن يحدث أي استقرار في سورية ما دام الأسد في رأس السلطة، وهي لا تخفي دعمها للمعارضتين المسلحة والسياسية ضد الأسد، وكما هو معروف فإن تركيا تستضيف الائتلاف السوري المعارض للأسد على أراضيها، ومن قبله المجلس الوطني منذ تأسيسهما بعيد انطلاق الأحداث في سورية منتصف آذار 2011 م (17).

 

وهذا ماأكده الاتفاق الأخير الذي جرى بين تركيا وأمريكا حول إنشاء منطقة آمنة في سورية خالية من "تنظيم الدولة الإسلامية وكذلك المقاتلين الأكراد، وما سيترتب على هذه المنطقة من مسائل عملياتية ولوجستية لجهة إضعاف الأطراف الثلاثة؛ نظام الأسد والأكراد وتنظيم الدولة الإسلامية .

 

وقد نص الاتفاق بين الطرفين وفقاً لمصادر صحفية تركية وأمريكية: على السماح  للقوات التركية بإنشاء منطقة آمنة على عمق 40 كيلومتر داخل الأراضي السورية لمنع سيطرة كل من تنظيمي داعش وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي على المناطق المحاذية لتركيا، مقابل تعهد الولايات المتحدة الأمريكية بعدم الاعتراض على هذه الخطوة، التي ستستخدم القواعد الجوية التركية لضرب تنظيم "داعش" في الأراضي السورية والعراقية (18).

 

رابعاً: النظام السوري ولعبة التشويش السياسي

يمارس النظام السوري منذ اندلاع الأحداث في سورية - وما زال - تشويشاً إعلامياً وسياسياً لا يحتاج إلى دليل لأنّه أصبح من البدهيات، فقد اعتبر النظام نفسه منذ اللحظة الأولى للأحداث  في حالة حرب، وهو في هذه الحالة ينفذ حرباً نفسية وإعلامية وسياسية مضادة، طبقاً لما هو معروف عن عمل الإعلام والسياسية في الحروب.

 

وتستعر الحرب النفسية والتشويش عندما تريد (الدولة التي ترى نفسها في حالة حرب) التشويش الإعلامي والسياسي لحرف بعض المسارات والاتجاهات السياسية إلى مسارات واتجاهات أخرى مغايرة.

 

وهذا ما يمارسه النظام السوري تماماً ومن يقف وراءه في الأسابيع الأخيرة، وسنركز هنا على حادثتين أساسيتين للتشويش:

1- زيارة اللواء علي مملوك رئيس الأمن القومي لدى النظام السوري إلى السعودية ولقاؤه بوزير دفاعها محمد بن سلمان (19).

2- استدعاء الرئيس الروسي للسفير التركي في موسكو وتوبيخه والقول له: ليذهب رئيسك أردوغان إلى الجحيم هو وإرهابيّوه (20).

والباحث المدقق في الحادثة الأولى لا يرى ذلك تغييراً في موقف السعودية من النظام السوري، ولكن كون الخبر جاء عن طريق التسريب فقد استخدمه النظام ليقول: إنّ الدول التي تحاربه في العلن تطبّع معه في السر، وهذا ما يؤدي إلى تشويش مزدوج على العدو فيربكه، وعلى المؤيد فيثبته.

 

كما أنّ إعلام النظام والذي تمثل بصحيفتي الأخبار والديار اللبنانيتين المواليتين بات يصرّح ما يشاء حول الزيارة مستغلاً حالة الحرج الذي وقع فيه الطرف الآخر دون مبرر.

وهذا الأسلوب استخدمه النظام كثيراً؛ فمع فرنسا على سبيل المثال سرّب إعلام النظام خبر التقاء مملوك نفسه مع أحد ضباط الاستخبارات الفرنسية، وقال حينها إعلام النظام وعلى لسان رئيسه في مقابله مع الإعلام الفرنسي: إنّه رفض التنسيق في السر وأراد ذلك في العلن.

 

وهو ببساطه يطمئن مؤيديه بأنّ أعداءَه يهرولون إليه، ويزعزع ثقة المعارضة في فرنسا الداعم الرئيس لها.

أماّ الحادثة الثانية التي نفذتها ماكينة الإعلام الإيرانية فكانت فاضحة جداً؛ فقول الرئيس الروسي بالمعنى الذي نقلته وكالة (تسنيم) الإيرانية عن وسائل الإعلام الروسية المتفقة معها يعني في الأعراف الدبلوماسية إعلان حرب تجاه تركيا، وهذا ما سارعت روسيا لنفيه وعلى أعلى المستويات.

 

وربما تكون المبادرة الإيرانية الأخيرة هي نقطة تشويش أيضاً حول التفاهمات السعودية الروسية الأخيرة، وإن كانت كذلك فهذا يعني أن إيران تخشى بشكل حقيقي التفاهم السعودي الروسي حيال حليفها الأسد، أو أنّ مبادرتها حقيقية وتسعى جادة للتفاهم مع السعودية كما تشير وسائل إعلام عديدة.

 

" نقطة نظام "

لقد استهدف التشويش الإعلامي والسياسي للنظام ثلاثة دول بعينها، وهي روسيا والسعودية وتركيا وفي آن معاً، وهي الدول التي شهدت في الفترة الأخيرة أعلى درجات التنسيق فيما بينها حول عدد من القضايا، أولها المسألة السورية.

وهذا ما تناولته الدراسة سابقاً عن مفاعيل زيارة وزير الدفاع السعودي إلى موسكو والتقائه الرئيس بوتين وما تمخض عنه من تفاهمات في قضايا عسكرية واقتصادية وسياسية تعلقت باليمن أولاً، وربما سورية لاحقاً، وهذا ما يخيف النظام وإيران في آن معاً، ويفسر عملية التشويش السياسي والإعلامي وفي مستويات عالية.

 

خامساً : جولات دبلوماسية مكثفة

جمع مؤتمر الدوحة في قطر مسؤولي الدول الكبرى (أمريكا وروسيا) بمسؤولي الدول المؤثرة  في مجلس التعاون الخليجي وعلى رأسها السعودية وقطر، وتمّ نقاش عديد من ملفات المنطقة، وعلى رأسها الملف السوري واليمني وملف الاتفاق النووي الإيراني.

 

وسبق لقاءات الدوحة اجتماع لوزراء خارجية كل من روسيا وإيران وسوريا في طهران، وتمّ نقاش الملفات ذاتها.

كما وسبق ذلك أيضاً اجتماع بين وزيري الخارجية الروسي والتركي في العاصمة الماليزية كوالمبور،

وجاء اللقاء على هامش مشاركة الوزيرين في الاجتماع الـ 48 لوزراء خارجية دول اتحاد جنوب شرق آسيا (آسيان)، واستمر أكثر من نصف ساعة.

 

والقاسم المشترك في جميع هذه اللقاءات هو الحضور الروسي الذي بحث مع جميع هذه الأطراف التحالف الرباعي الذي اقترحته روسيا لمواجهة خطر"تنظيم الدولة"، وقد استمع من الجميع إلى وجهات نظرهم من هذا التحالف.

 

وترى المحللة والمستشرقة السياسية كارينيه غيفورغيان:  أنّ النقاط الأبرز التي أجبرت الجميع على الجلوس والتفاهم وبالأخص السعودية وأمريكا وروسيا (21):

1- خسائر الجيش السوري الذي يقاتل على ما يقارب ستين جبهة.

2- سيطرة داعش على نسبة كبيرة من الأراضي السورية مقابل تراجع نفوذ التنظيمات المسلحة الأخرى.

3- تقدم الأكراد في الشمال، وهو ما يمكن ربطه بالوضع الدولي الذي يتجلى بـما يلي:

 

أ- التدخل التركي وإعلان الحرب على حزب العمال الكردستاني تحت غطاء محاربة داعش. 

ب - الاتفاق النووي الإيراني.

ج - قرار واشنطن توفير غطاء جوي لمن تدربهم من المعارضة السورية ضد كل الأخطار، بما فيها الجيش السوري ومن معه.

 

4- التقارب السعودي الروسي الأخير.

5- فضلاً عن ثقل عبء اللاجئين والمهاجرين.

 

في حين أنّ الكاتب والمحلل السياسي اللبناني (جورج خوي) يرى  أنّه رغم إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتّجه إلى التخلي عن بشار الأسد، وأنه لم يعد يشاطر الرأي القائل إن بلاده ستقف إلى جانبه حتى النهاية، فإن المحادثات في الدوحة لم تقدم حلولاً للأزمة السورية، ولم تضع أسسًا لمقاربة يمكن أن تترجم مبادرة بوتين الداعية إلى تشكيل الحلف الرباعي.


وتساءل : هل هذا يعني أن زيارة لافروف إلى قطر التي حظيت باهتمام خاص من المراقبين، وخصوصًا لأنها جمعته مع كيري وعادل الجبير وخالد العطية، لم تحدث فرقاً أو اختراقاً في جدار الأزمة السورية التي من المعروف أن قطر تقف على نقيض صارخ مع موقف روسيا منها، وتحديدًا حيال مصير بشار الأسد؟

 

ويجيب بنفسه  على التساؤل الذي طرحه:

إنّه قياسًا بالمواقف المعلنة لم تُحدث أي فرق، باستثناء أنها شكلت خطوة إيجابية في علاقات موسكو مع الدوحة؛ فمع بداية الاجتماع الثلاثي وجهت إحدى الصحفيات سؤالاً إلى لافروف: ماذا ستفعل روسيا لتسوية الأزمة السورية التي تزداد تعقيدًا؟
فقال لافروف مشيرًا إلى الوزيرين كيري والجبير: آمل أن يقدم هؤلاء المساعدة.

 

وهنا أضاف كيري (الفعّالة)، أي: المساعدة الفعّالة، لكن بما يوحي ضمنًا أن روسيا لن تحصل على أي مساعدة قد تبقي الأسد في السلطة.

 

وذكر أن تصريحات لافروف في الدوحة أضافت عقدة أمام الحل السياسي عندما قال: «إن التوصل إلى تسوية سياسية في سوريا يحتاج إلى مشاركة جميع الأطراف»، بما يوحي أنه يكرر الاقتراح الروسي ضم إيران إلى المفاوضات التي قد تجري في مؤتمر «جنيف - 3»، الذي يروّج له ستيفان دي ميستورا، وهو ما تعارضه دول الخليج وتركيا، وربما لهذا حرص كيري على القول: إن الأسد قد سقط وانتهى، وإنه السبب في ظهور «داعش» والإرهابيين في سوريا.

 

تقييم فرص نجاح حل سياسي في سورية

رغم أنّ التحركات الدبلوماسية الأخيرة توحي باقتراب نضوج حل سياسي في سورية يعززه التقارب الروسي السعودي والقطري والتركي وصعود خطر "تنظيم الدولة الإسلامية" من جهة، والاقتراح الروسي حول مكافحة الإرهاب والمبادرة الإيرانية من جهة ثانية، إلا أنّ المواقف الروسية والإيرانية ما زالت غير متطابقة مع المواقف الأميركية والسعودية والتركية فيما يتعلق بمصير الأسد ودوره في المرحلة القادمة.

 

ولكن هناك ثلاث أمور يمكن أخذهما بعين الاعتبار لناحية إمكانية تجاوز الأسد من المرحلة القادمة وإنجاز حل سياسي، وهما:

1- خطاب بشار الأسد الأخير أمام رؤساء وأعضاء المنظمات الشعبية والنقابات المهنية وغرف الصناعة والتجارة والزراعة والسياحة، الذي أكد فيه أن أي طرح سياسي لحل الأزمة في سورية لا يستند في جوهره إلى القضاء على الإرهاب هو طرح لا معنى له ولا فرصة له ليرى النور، لذلك ستبقى أولى أولوياتنا القضاء عليه أينما وجد على الأرض السورية، فلا سياسة ولا اقتصاد ولا ثقافة ولا أمان ولا حتى أخلاق(22).

 

وهذا الكلام يوحي بأمرين :    

الأول: أنّ الأسد بات يستشعر أنّ هناك خطوات حقيقية لتسوية سياسية في سورية، وبالتالي إمكانية تغير في موقف حليفته الرئيسية روسيا؛ التي اقترحت تحالفاً لمحاربة الإرهاب من دول يعتبرها النظام معادية كالسعودية وتركيا، خاصة أنّ النظام السوري رفض الاقتراح    الروسي عندما  قال وزير الخارجية وليد المعلم: إنّ التحالف مع السعودية لمحاربة الإرهاب سيكون معجزة، وهو رفض دبلوماسي، على اعتبار أنّ النظام السوري لا يستطيع معاندة روسيا وخسارتها (23).

 

 والأمر الثاني: هو أنّه في حال تحقق ذلك (القضاء على الإرهاب حسب قول الأسد) يمكن الحديث عن تسوية سياسية، وهنا يمكن القول:

إنّ روسيا يمكن أن تحرج الأسد فيما لو نجحت في حلفها ضد الإرهاب، وبالتالي يمكن تجاوزه من مستقبل سورية بطريقة دبلوماسية.

 

2- المبادرة الإيرانية الجديدة لحل الأزمة في سورية ومغازلتها للسعودية

 

تشير المبادرة الإيرانية في نسختها المعدلة إلى إمكانية حلحلة في المسألة السورية خاصة بعد تصريحها بإمكانية مد يدها إلى السعودية وفتح باب الحوار بينهما حول ملفات المنطقة (24)، وخاصة أنّ السعودية اقترحت مبادرة تقترب نوعاً ما من المبادرة الإيرانية، وحسب صحيفة الحياة فإن السعودية ربطت مصير الأسد بعملية سياسية في سورية شرطها الأول انسحاب إيران والميليشيات الشيعية التابعة لها وحزب الله، ثم إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية تحت إشراف الأمم المتحدة (25).

 

3 - وقد اعتمد مجلس الأمن الدولي بالإجماع يوم الجمعة 7/ 8 / 2015 قرارا ً ينص على تشكيل لجنة خبراء لتحديد المسؤولين عن هجمات استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية ، ومنها غاز الكلور أو أي غازات سامة أخرى ومحاسبتهم .

واللافت هو موافقة روسيا على هذا القرار والتي عرقلت الكثير من القرارات ضد النظام السوري باستخدامها حق النقض ( الفيتو ) مرات عديدة ، وهو ما يشير جديا ً الى حدوث تغيير في الموقف الروسي تجاه نظام الرئيس الأسد .

 

وقد قالت المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة سمانثا باور إن توحد أعضاء المجلس في هذا القرار ، ربما يساعد في إيجاد حل سياسي للأزمة السورية ( 26 ).

 

خلاصة:

في كلّ الأحوال يبدو الحل السياسي في سورية أقرب من أي وقت مضى، لاسيما وأنّ السعودية تؤدي سياسة ناجعة في المنطقة؛ ففي اليمن نجحت في إستخدام العصا دون أن تتخلى عن سياسة الجزرة وهي تتجه اليوم الى استخدام سياسة معاكسة في سورية - سياسة التلويح بالعصا - وهذا يأتي في ظل ميل روسيا وإيران للتفاهم والتقارب مع السعودية كما ذكرنا آنفا ً في هذه الفترة، وعليه فإن تطبيق المبادرتان السعودية والإيرانية المدعومتان روسياً وأمريكياً يمكن أن يؤديا لحلحلة في المسألة السورية، وبدل أن يكون الثمن هو رأس بشار الأسد قبل دخول أي عملية سياسية، قد يكون رحيل الأسد بعد العملية السياسية هو التحول المهم في التوجهات الجديدة للدول المعنية، وحتى للمعارضة السورية بمختلف تسمياتها وأشكالها.

 


مراجع البحث

 

1- تقرير للمرصد السوري لحقوق الإنسان: 6/8/2015 بعنوان : أكثر من 330 ألف قضوا ونحو 13 مليون جرحوا وشردوا وهجروا منذ انطلاقة الثورة السورية.

2-  بنود مؤتمر جنيف 1

3- داعش».. تنظيم ولد مع «القاعدة» ونشأ في السجون مع البعث ويطمح إلى التمدد حتى روما ( صحيفة الوطن )

http://aawsat.com/home/article/151451

- الإعلان الرسمي عن اتفاق "تاريخي" بشأن برنامج إيران النووي ( موقع قناة BBC البريطانية )

4 + 12- السعودية وروسيا.. تقارب عسكري وخلافات سياسية ( موقع مصر العربية )

5- انطلاق «عاصفة الحزم» الخليجية لإنقاذ اليمن ( صحيفة الشرق الأوسط )

http://aawsat.com/home/article/321171/%D8%A7%D9%86%D8%B7%D9%84%D8%A7%D9%82-%C2%AB%D8%B9%D8%A7%D8%B5%D9%81%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B2%D9%85%C2%BB-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D9%8A%D8%AC%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%A5%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B0-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%86

6- ماذا يحمل محمد بن سلمان في زيارته لروسيا ؟( فيديو - قناة RT الروسية )

7- السعودية وروسيا : 16 مفاعلاً نووياً و6 اتفاقيات ( موقع قناة RT الروسية )

8 +14 + 23 موسكو تسعى لجمع دمشق والرياض في تحالف ضد "داعش"  ( موقع قناة RT الروسية )

9- أسانج: السعودية وقطر وتركيا خططت للإطاحة بالقيادة السورية

10- تقارب روسي سعودي بشأن اليمن وسورية - وقرار مجلس الأمن رقم 2216 بشأن اليمن ( الجزيرة نت )

11- خارجية السعودية : أزمة سورية ستنتهي بحل سياسي أو برحيل الأسد ( موقع عربي 21 )

http://arabi21.com/story/850229/%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D8%AC%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D8%B3%D8%AA%D9%86%D8%AA%D9%87%D9%8A-%D8%A8%D8%AD%D9%84-%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A-%D8%A3%D9%88-%D8%A8%D9%86%D9%87%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%AF

13 - تفاصيل المبادرة الإيرانية لحل الأزمة السورية ( وكالة أونا للأنباء ) 

15- الائتلاف السوري المعارض يوافق على تلبية دعوة لزيارة روسيا ( صحيفة الحياة اللندنية )

16-  كيري: لا حل عسكري في سوريا والأسد فقد شرعيته ( وكالة الأناول )

17-  أردوغان: لن يحصل استقرار في سوريا ما دام بشار الأسد في الحكم ( موقع قناة RT الروسية )

18- اتفاق تركي أميركي بشأن تحرك عسكري مشترك في سورية ( وكالة ترك برس ) 

الغارديان: الاتفاق الأمريكي-التركي بشأن داعش قد يتجاوز استخدام القواعد الجوية ( شبكة سوريا مباشر )

19- مصدر سعودي يوضح حقيقة زيارة مملوك لجدة  -  ماذا قال اللواء علي المملوك.. عن لبنان لمحمد بن سلمان ؟ ( موقع عربي 21 )

20- الكرملين ينفي استدعاء السفير التركي من قبل الرئيس الروسي ( صحيفة إيلاف )

http://elaph.com/Web/News/2015/8/1029039.html   - الكرملين ينفي استدعاء بوتين للسفير التركي لبحث ملف داعش ( موقع قناة RT الروسية )

21- لقاءات دبلوماسية مكثفة بهدف التوصل إلى حل للأزمة السورية تحت غطاء المبادرة الروسية 

- عقدة لافروف الأسدية وتطمينات كيري الخليجية(جورج خوري ) ( صحيفة الشرق الأوسط )

22- في خطاب له خلال لقائه رؤساء وأعضاء المنظمات الشعبية والنقابات المهنية وغرف الصناعة والتجارة والزراعة والسياحة..

الرئيس الأسد: الوطن ليس لمن يسكن فيه أو يحمل جنسيته وجواز سفره بل لمن يدافع عنه ويحميه ( صحيفة البعث )

24- أكدت أنها تمد اليد لدول الخليج و«بالأخص السعودية»…طهران متفائلة حيال مستقبل الأزمة السورية.. وعبد اللهيان يعلن أن مبادرة إيرانية معدلة ستطرح على المعلم وبوغدانوف ( صحيفة الوطن )

http://alwatan.sy/archives/14032

25- مبادرة السعودية في اللقاء المعجزة: انتخابات رئاسية سورية بإشراف دولي ( صحيفة الحياة )

http://alhayat.com/Edition/Print/10457694/%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A--%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%AC%D8%B2%D8%A9---%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%B1%D8%A6%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%A8%D8%A5%D8%B4%D8%B1%D8%A7%D9%81-%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A

26 - قرار أممي بالتحقيق بهجمات الكيميائي في سورية : ( الجزيرة نت ) 

---------------------------------------------------------------------------------------

الحقوق الفكرية محفوظة لصالح المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام @ 2015 

تابعنا على الفيسبوك

القائمة البريدية


تابعنا على تويتر

جميع الحقوق محفوطة للمؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام © 2024 / تنفيذ وتطوير شركة SkyIn /