المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام
الأحزاب الكردية وتفاعلاتها في المشهد السوري

الأحزاب الكردية وتفاعلاتها في المشهد السوري

الكاتب: الصحفي الكردي أحمد خورشيد                                                    

تاريخ النشر: 2016/02/18

 

تمهيد:

يشكل المكون الكردي (*أ) في سوريا واحداً من العوامل المضاعفة التي واجهت  الثورة السورية، وأصبحت قضيته تشغل مساحة كبيرة على المستوى المحلي والدولي حيث اختلف الأكراد فيما بينهم بصياغة مشروع وخارطة طريق موحدة حول موقفهم من الثورة السورية، والمطالب التي كانوا يطالبون بها قبل الحراك الثوري وما بعده.

 

ويوجد في سوريا أكثر من ثلاثين حزباً كردياً بين يساري ويميني وعلماني وإسلامي، إلا أن خمسة أحزاب رئيسة فرضت نفسها على الساحة وانقسمت في توجهاتها بين الانضمام في الائتلاف السوري المعارض باسم المجلس الوطني الكردي، وبين الانضمام في هيئة التنسيق الوطنية (معارضة الداخل) والتي انسحبت منها نتيجة  مشاركة هيئة التنسيق في مؤتمر الرياض، وتوقيعها على بيان يعتبر وحدات حماية الشعب الكردي حركة إرهابية عاملة ضد الثورة السورية.(1)

أولا : الأكراد ما قبل الثورة

تمتع الأكراد وباقي الأقليات السورية بكامل حقوقهم أثناء الانتداب الفرنسي وما بعد الاستقلال واعترف بحقوقهم في دستوري 1930 و 1950، ووصل حسني الزعيم و فوزي السلو إلى رئاسة الجمهورية آنذاك, إلا أنه و بعد سيطرة حزب البعث على مقاليد الحكم في 8 آذار 1963 بدأت أولى خطوات التهميش و التجريد، التي بدأت بإضافة صفة العربية إلى الجهورية السورية، ولحقها خطوة تعريب المناطق الكردية في الشمال السوري (الجزيرة) وفق خطة ( الحزام العربي )المعدة من قبل محمد طلب هلال رئيس فرع الأمن السياسي في الحسكة، المسؤول عن ملف الأكراد آنذاك، وهُجر حوالي 150 ألف كردي من 355 قرية وبلدة بمساحة تقدر بمليون دونم، و ذلك بالترهيب والقتل.

 

واستقدمت العرب الغمر من الرقة وعرب آخرين من حلب ودير الزور التي تم منحها الصفة القانونية بالقرار /521/ بتاريخ 24 حزيران  1974 (*ج)  وتزامن ذلك مع تجريد حوالي 280 ألف كردي من جنسيتهم وحقوقهم الوطنية من أدنى خدمات المواطنة، لكن رغم تأمل الأكراد خيرا بالأسد الابن، إلا أنه خيّب آمالهم، واستمر التضييق بحقهم إلى أن وصل الكرد إلى مرحلة رفع شعار (أدي باسا) وتعني كفى ،وذلك بانتفاضة قامشلو 12 آذار 2004 ،التي انطلقت شرارتها من القامشلي، وتحديدا من مباراة الفتوة الديري والجهاد الكردي.

 

وانتشرت هذه الانتفاضة في كافة "المدن الكردية"، إلا أنها قمعت بشكل وحشي من قبل الجيش الذي وجه أكبر رتل عسكري منذ 1973، وبمشاركة العشائر العربية ما أدى إلى مقتل واعتقال الكثير من الأكرد، إضافة إلى طرد المزيد من الأكراد و السيطرة على أراضيهم، وهذا ما دفع بالأكراد إلى الحذر بالدخول في الثورة نظراً لانضمام الكثير ممن خونهم في انتفاضة "قامشلو" إلى الائتلاف السوري المعارض بحسب رأي الكاتب.

 

ثانيا ً : أهم مطالب الأكراد
ــ هناك نوعان من المطالب:
الأول:  مطالب عامة
تنسجم مع مطالب المعارضة السورية وحركة المجتمع المدني، من قبيل: تحقيق التعددية والديمقراطية والحريات العامة وحقوق الإنسان.. وذلك لكل أبناء الشعب السوري، على اختلاف توجهاتهم الفكرية والسياسية وطوائفهم وقومياتهم..  وإلغاء الأحكام العُرفية وقوانين الطوارئ، وتبييض السجون من سجناء الرأي والسجناء السياسيين، وإعادة المنفيين والمهجَّرين إلى بلدهم سورية، واحترام حقوق المواطنة، والتعويض على المتضرّرين من قمع السلطة واضطهادها، وحرية الصحافة... وما شابه.

الثاني:  مطالب خاصة بالأكراد السوريين
       يمكن حصرها بالمطالب التالية:

  1. الاعتراف الدستوري بالشعب الكردي في سورية، من حيث الوجود التاريخي والواقعي. ومنح الإدارة الذاتية أو الفيدرالية لهم.
  2. الاعتراف بالهوية الكردية المميّزة .
  3. إعطاء الحق للأكراد، بالمساهمة في حكم البلاد وإدارة مؤسسات الدولة، والتفاعل مع الحياة السياسية كأية شريحةٍ من شرائح المواطنين السوريين والمجتمع السوري.
  4. الاعتراف باللغة الكردية لغةً متداولةً بين المواطنين السوريين الأكراد في البلاد، ومنح حق تعليمها في المناطق الكردية، وإصدار المجلات والكتب، ومنح حق البث الإذاعي والتلفزيوني.
  5. إلغاء كل القوانين الظالمة بحق الأكراد، من قبيل: قانون الإحصاء، والتعريب، ونزع الجنسية.. وتعويض المتضررين من جراء هذه القوانين الجائرة، وإعادة كل الحقوق المدنية وحقوق المواطنة للإنسان الكردي السوري، التي حُرِمَ منها بموجب تلك القوانين الظالمة. (3)

ثالثا : أهم الأحزاب الكردية  

نظرا لكثرة الأحزاب و تشابهها في الأسماء والأهداف سنعمد إلى تقسيمها إلى قسمين أساسيين، و نتطرق إلى أكثرها فاعلية وجماهيرية. (4)

أ - أحزاب معارضة الداخل الخط الثالث (أحزاب الإدارة الذاتية)

  1. حزب الاتحاد الديمقراطي pyd بقيادة صالح مسلم:

تأسس عام2003 ويعتبر هذا الحزب امتدادا لايديولوجية القائد الكردي عبدالله أوجلان المعتقل في تركيا وهو أقوى الأحزاب الكردية على الساحة السورية، وله قوة عسكرية تحت مسمى وحدات حماية الشعب ypg التي بسطت سيطرتها على معظم المناطق الكردية، وحاربت الجماعات الإرهابية "تنظيم الدولة" وكسبت دعم الرأي العام الدولي.

 

إلا أن اختيار الخط الثالث جعله في حلبة الاتهام بالتعاون والتنسيق المباشر مع نظام الأسد, ما نفاه هذا الحزب واعتبر خطه هو خط الحفاظ على الأمن والأمان في المناطق الكردية في شمال سورية، وإعلان الإدارة الذاتية في "المدن الكردية" الرئيسية ( عفرين ـ كوباني "عين العرب" ـ الجزيرة ) إضافة إلى تل أبيض التي حررها في صيف 2015 ما مكنه من السيطرة على حوالي نصف ثروات سورية (النفط - الزراعة - اليد العاملة) ، وهذا ما دفع القوى الدولية إلى دعم هذا الحزب وفرض وجوده في الحل السوري  كممثل رئيسي للكورد في المفاوضات.

  1. حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا ‹يكيتي محي شيخ آلي 1990 انشق عن الحزب الديمقراطي الكردستاني (مصطفى البارزاني) ، ويصنف ضمن قائمة أحزاب الخط الثالث، ويدعو إلى الحل السلمي والتفاوض مع النظام بضمانات دولية، والتحول إلى نظام ديمقراطي تعددي.

    ويتخذ الحزب عفرين مقرا رئيسيا له، و يشارك في الانتخابات التشريعية كحزب معارض للاتحاد الديمقراطي.

  1. حزب اليسار الكردي.
  2. حزب اليسار الديمقراطي الكردي.
  3. الحزب الشيوعي الكردستاني.
  4. الحزب الديمقراطي الكردستاني .
  5. الاتحاد الليبرالي الكردستاني.
  6. حزب السلام و الديمقراطية.
  7. البارتي الديمقراطي الكردستاني .
  8. الحزب الديمقراطي الكردستاني السوري.
  9. حزب الخضر الكردستاني.
  10. حزب التجمع الوطني الديمقراطي الكردي في سورية.

 

ب - أحزاب المجلس الوطني الكردي (الائتلاف السوري المعارض)

تأسس المجلس الوطني الكردي في اربيل في العراق في 26 من أكتوبر 2011، تحت رعاية الرئيس مسعود بارزاني، عقب الإنشاء المسبق لـ المجلس الوطني السوري.  وكانت المنظمة تتكون أساسًا من 11 حزبًا كرديًا سوريًا، و يرفض المجلسُ الإدارةَ الذاتية المعلنة من قبل الاتحاد الديمقراطي، ويعتبر نفسه الممثل الحقيقي للحراك الثوري الكردي ويرفض الحوار مع النظام، وترفع راية الائتلاف السوري المعارض التي تشترط رحيل الأسد قبل أي حوار أو تفاوض.

  1. الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي بقيادة عبد الحميد درويش: هو امتداد لتيار «اليمين» الكردي السوري ضمن الحزب الأم (جلال الطالباني.)، والذي كان يجمع بين الليبرالية السياسية مع المحافظة الاجتماعية في سوريا، وهو من أقدم الأحزاب الكردية في سوريا، بقيادة الأستاذ عبد الحميد درويش، تأسس عام 1962, وهناك من يقول بأنه الحزب الكردي الأول الذي تأسس في 14 حزيران 1957، ويعتبره الكثيرون أكثر الأحزاب موضوعية، وواقعية في سوريا بسياساته المرنة بعيدًا عن التعصب القومي، أو استغلال عواطف الشعب الكردي، والبعض الآخر يعتبره حزبًا مساومًا على القضية.

 وانسحب الحزب من المجلس الوطني الكردي محتجا على عدم جدية الائتلاف الوطني المعارض في طرح القضية الكردية في مسار الحل السياسي في سورية، ما فسره النشطاء بنية الحزب للانضمام إلى الإدارة الذاتية المعلنة pyd.(5)

  1. الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا «البارتي» عبد الحكيم بشار. وهو وليد انشقاقات حدثت داخل الحزب الديمقراطي الكردستاني (مصطفى البارزاني)، حيث لم تنجح القيادة الموحدة التي أسسها الملا مصطفى البارزاني في الحفاظ على الوحدة التنظيمية للحزب بعد عودة الحزب إلى سوريا، بُعيد الاجتماع الشهير في كردستان العراق، لكن القاعدة الجماهيرية التي حافظت على ولائها لهذه القيادة المشتركة ، سمت نفسها بالحزب الديمقراطي الكردي في سوريا «البارتي»، والتي بقيت على ولاء تام لعائلة البارزاني وخياراتها الكردية الداخلية، وعلى عموم المناطق الكردية في المنطقة ، وهي ذات جماهيرية عشائرية منتشرة في منطقتي كوباني و القامشلي.

 وجعل الحزب الفيدرالية مطلبا أساسيا له وذلك على غرار إقليم كردستان العراق الذي يحكمه مسعود البارزاني رئيس الحزب الأم.

ويذكر أن الحزب انقسم أيضا فيما بعد إلى جناحين عبد الحكيم بشار الذي اشترك في تأسيس المجلس الوطني الكردي و السوري، ونصر الدين إبراهيم المشارك في تأسيس هيئة التنسيق الوطنية، حيث انسحب منها فيما بعد وانضم إلى المجلس الوطني الكردي.

  1. الحزب اليساريّ الكرديّ في سورية "محمد موسى": وهو حزب علمانيٌّ تأسَّس في الـ 5 من أغسطس/ آب عام 1965، ويُعتبَر الراحل أوصمان صبري الذي أسَّس أول حزب سياسيٍّ كرديٍّ في سورية عام 1975 رمزاً لليسار الكرديِّ في سورية، ولعموم المُنحدِرين من مدرسة اليسار الكرديِّ في سورية.

  2. الحزب الديمقراطيّ الكرديّ في سورية (البارتي) جناح نصر الدين إبراهيم: الذي يُعتبَر أكثر اعتدالاً، لكنه يُعتبَر سليل مدرسة اليسار الكرديّ، وبرز هذا الفصيل على الساحة حينما انقسم البارتي في نهاية ثمانينيات القرن الماضي إلى فصيلين؛ إثر وفاة سكرتيره العامّ كمال أحمد أغا بحادث سير، ويرتبط جناح البارتي هذا بتحالف مع الحزب اليساريّ الكرديّ .

  3. الحزب الديمقراطيّ الكرديّ السوريّ جمال شيخ باقيويُعتبَر من الأحزاب المُعتدِلة في الحركة الكردية، ويتميَّز بموضوعية طرحه، وأفكاره السياسية، وهدوئه، وعدم انجراره إلى المعارك الجانبية الكردية - الكردية.

  4. حزب المساواة الديمقراطيِّ الكرديّ: يتزعّمه عزيز داود: وانفصل هذا الحزب عن الحزب الديمقراطيّ التقدُّميّ الكرديّ في سورية منذ تسعينيات القرن الماضي، ويتحالف مع البارتي جناح الدكتور عبد الحكيم بشار.

  5. الحزب الوطنيّ الديمقراطيّ الكرديّ في سورية: يتزعّمه طاهر صفوك: الذي انفصل عن حزب المساواة الديمقراطيّ الكرديّ بعد وقت قصير من انفصاله مع عزيز داود عن حزب عبد الحميد درويش، ويتحالف بدوره مع البارتي جناح الدكتور عبد الحكيم بشار.

  6. حزب يكيتي الكردي في سوريا بقيادة إسماعيل هامو.
  7. حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا بقيادة شيخ علي.
  8. حركة الإصلاح- سوريا بقيادة أمجد عثمان.
  9. حزب أزادي الكردي في سوريا بقيادة مصطفى أوسو / مصطفى جمعة.
  10. الحزب الكردي الديمقراطي السوري بقيادة شيخ جمال.
  11. حزب يكيتي الكردستاني بقياد عبد الباسط حمو.
  12. حزب الوفاق الديمقراطي الكردي بقيادة فوزي شنغال (5) (6).

تيار المستقبل (مشعل تمو)

يعتبر مشعل تمو أهم الشخصيات الكردية التي برزت على ساحة الثورة السورية، وأفرج عنه النظام بعد بدء الاحتجاجات لإظهار حسن النية تجاه الأكراد وتهدئتهم حتى لا تأخذ الثورة صفة الوطنية، إلا أن تمو عاد إلى  العمل السياسي وشارك بمجموعة الإنقاذ الوطنية التي عقدت في اسطنبول وقاد مظاهرات الأكراد بنفسه من قلب القامشلي، ودعا إلى الوحدة الوطنية ما أقلق النظام الذي هدده تارة، ودعاه إلى الحوار تارة أخرى، لكن عندما أصر تمو على موقفه تعرض للاغتيال في 7 تشرين الأول 2011 من قبل أربعة مجهولين بعملية لم تتجاوز الدقيقة، ما أثار ضجة كبيرة على المستوى الكردي والسوري إلا أن النظام لم يعترف بذلك (7)

 

رابعا : القوات العسكرية للأكراد

وحدات حماية الشعب: وهي قوات تابعة للإدارة الذاتية في "روجافا" (شمال سوريا)، وهدفها المعلن حماية المناطق الكردية من الحركات الإرهابية المتمثلة  بالجماعات "الإسلامية المتطرفة"، وهي بحالة تحالف وتعاون مع فصائل الجيش الحر المعتدلة ( كتائب شمس الشمال ـ جبهة الأكراد ـ ثوار الرقة ـ السلاجقة التركمانية ـ الصناديد  ـ قوات السوتورو السرياني وفصائل أخرى) ومنضمة الآن في قوات سورية الديمقراطية التي تشكلت مؤخرا، وتعتبرها قوات التحالف الدولي شريكا أساسيا في محاربة "تنظيم الدولة الإسلامية" و "جبهة النصرة" وتقدم  إليها الكثير من الدعم العسكري و الإعلامي، وهي متهمة أيضا بالتنسيق مع النظام في محاربة الجيش الحر)

 

فصائل الجيش الحر من الأكراد:

جبهة الأكراد (بقيادة صلاح جبو استلمه بعد استشهاد علاء جبو في الاشرفية عام 2014 ) تأسست في شباط 2012 بقيادة علاء جبو من قرية قرة كوز منطقة إعزاز وضم حوالي 300 مقاتل من الشباب الثوري في الريف الشمالي، وانتشرت في مناطق الراعي وإعزاز وجرابلس ومنبج وتل ابيض، و قاتلت النظام في المخابرات الجوية و الاشرفية بحلب، لكن تعرضت بعد ظهور "تنظيم الدولة الإسلامية" إلى هجوم كبير من ألوية كبيرة قاربت إلى 19 لواءاً عسكرياً بما فيها "تنظيم الدولة والنصرة" بتهمة الكفر والإلحاد في تل عرن وتل حاصل "الكرديتين"، والتي حصلت فيهما مجزرة كبيرة تجاه الأكراد، ما أجبرته على الانسحاب من المنطقة والتوجه الى جبال عفرين والتنسيق مع وحدات حماية الشعب الكردية .

والجدير بالذكر أنها الآن منضوية تحت لواء جيش الثوار المشكل في صيف 2015م .

 

قوات الكوملة: وتضم  لواء صلاح الدين الأيوبي، لواء يوسف العظمة

  

 لواء صلاح الدين الأيوبي  بقيادة( النقيب بيوار مصطفى)

تشكل من مجموعة من الشباب الكورد المعارضين للنظام الذين اعتبروا حزب "الاتحاد الديمقراطي" أداة النظام في قمع المظاهرات الكردية وانتشروا في حلب، وأخرجهم الحزب من عفرين، واعتبرهم أداة لتنفيذ أجندات المجلس الوطني الكردي المنضوي تحت قائمة الائتلاف السوري المعارض.

 

ويذكر أنهم من الألوية التي هاجمت جبهة الأكراد بالإضافة إلى لواء يوسف العظمة و الجبهة الإسلامية الكردية.(8)

 

  لواء يوسف العظمة بقيادة (بسام حجي مصطفى )

وهي أحد الكتائب الذي تم تشكيلها في بدايات الثورة السورية، وهي تابعة للمجلس الثوري الكردي السوري، وكانت علاقتها مع حزب "الاتحاد الديمقراطي" عبارة عن اتهامات تخوين من كلا الطرفيين للآخر، واعتبرت لواء جبهة الأكراد صنيعة حزب "الاتحاد الديمقراطي" وأصدرت بحقهم “فصل وتجريم “ من المجلس العسكري الثوري بحلب، وشاركت هذه الكتيبة في عدة جبهات كجبهة الخالدية، والشيخ سعيد وغيرها، إلا أنها اختفت عن الساحة في الآونة الأخيرة، ولم تعد تشارك في أي جبهة ضد النظام أو ضد مجموعات الإرهابية كـ " تنظيم الدولة الإسلامية".

 

 الجبهة الإسلامية الكردية وهي فصيل إسلامي كردي تطالب بدولة سورية إسلامية، وتقول بأن القرآن هو الضامن الأساسي لحقوق الشعب الكردي، و تشارك حركة أحرار الشام وغيرها من الفصائل الإسلامية العربية في تشكيل الجبهة الإسلامية السورية، وليس لها الآن أي جبهات تذكر ضد "النظام أو التنظيم" (9)

 

بالإضافة إلى

ــ مجلس سوريا الديمقراطي  الذي تأسس في 9/ 12 /2015 وضم الأحزاب المشاركة في الإدارة الذاتية بالإضافة إلى أحزاب عربية، وتحدثت وكالات الأنباء العالمية عن دعوتهم إلى مؤتمر جنيف، وذلك بعد خلافات عميقة حول الأطراف المشاركة في المؤتمر، حيث كانت الولايات المتحدة وتركيا والسعودية يصرون على تمثيل الهيئة العليا التي تم انتخابها في الرياض، بينما طالبت روسيا بتوسيع هيئة المعارضة ليشمل أحزاب الإدارة الذاتية بقيادة صالح مسلم.

 

 يمكن القول  أن: مجمل هذه الأحزاب هي امتداد لإيدولوجيا الأحزاب الرئيسية الثلاث حزب الاتحاد الوطني الكردستاني (جلال طالباني)، والحزب الديمقراطي الكردستاني (مصطفى  البارزاني)، وحزب العمال الكردستاني (عبدالله أوجلان) وجميعها ظهرت نتيجة للظلم المفروض على الأكراد في الأجزاء الأربعة لكردستان من "تعريب وتتريك و تشييع"، والتجريد من الجنسيات و التهجير القمعي كقطع  الطريق أمام توحد الكرد والمطالبة بالاستقلال.

 

ومازال المكون الكردي ينتظر توحد الأحزاب، و تجاوز خلافاتهم من أجل تشكيل قوة سياسية حقيقة ترفع رايتهم على الساحة الدولية للحصول على حقوقهم، وضمان حياة حرة ديمقراطية عادلة في الأجزاء الأربعة التي يعيشون بها.

 

خامسا : توزع الأكراد في سوريا

يمثل أكراد سوريا ثاني أكبر مجموعة عرقية في سوريا بعد العرب، ولا يعرف على وجه اليقين العدد الفعلي لهم في ظل غياب أية إحصاءات رسمية

وتتراوح التقديرات غير الرسمية لأعدادهم ما بين مليون ومليونين، وبعض المصادر المقربة من الأكراد ترفع تلك التقديرات إلى نحو ثلاثة ملايين نسمة من أصل أكثر من 23 مليونا هم عدد سكان سورية، والغالبية العظمى من السنة، بالإضافة إلى وجود نسبة من اليزيد و المسيحيين.(10)

 

التوزع الجغرافي في سورية:

يقطن الأكراد في الشمال والشمال الشرقي، حيث يجاورون الأكراد في تركيا في إقليم الجزيرة الفراتية (محافظة الحسكة) وينتشرون في مناطق (القامشلي والمالكية ورأس العين وعامودا والدرباسية) وفي منطقتَي عين العرب (كوباني) وعفرين (جبل الأكراد) في (محافظة حلب)، والشريط المحاذي للحدود التركية من محافظات إدلب واللاذقية، كما ينتشرون في تجمعات صغيرة في مناطق من محافظات حماه وحول دمشق وفي هضبة الجولان، وفي بعض قرى وادي النصارى حول قلعة الحصن.

____________________________________________________________________

(للاطلاع على الدراسة كاملة يُرجى تحميل ملف pdf المُرفق أسفل الصفحة)

---------------------------------------------------------------------------------------

الحقوق الفكرية محفوظة لصالح المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام © 2016

 

245.30 كيلوبايت

تابعنا على الفيسبوك

القائمة البريدية


تابعنا على تويتر

جميع الحقوق محفوطة للمؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام © 2024 / تنفيذ وتطوير شركة SkyIn /