الخارطة العسكرية للفصائل المسلحة في سورية - الفصائل الثورية في الساحل السوري (6) - المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام

الخارطة العسكرية للفصائل المسلحة في سورية - الفصائل الثورية في الساحل السوري (6)

إعداد: قسم الرصد والمتابعة - المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام

تاريخ النشر: 2016/11/04

يُمَثل "ريف اللاذقية" أهمية كبيرة للنظام السوري؛ ويشكل مركزه الأكبر وخزانه البشري في معركته المصيرية ضد المعارضة السورية المسلحة، كما تتواجد في الساحل قواعد عسكرية روسية، أهمها مطار جبلة الذي حولته روسيا إلى مطار عسكري، وأصبح المركز الرئيسي للقوات والطائرات الحربية الروسية في سوريا، وهو ما يجعله دائمًا يشهد حالة من الكر والفر بين الطرفين، فتارة تستعيد المعارضة المسلحة مناطق استولت عليها قوات النظام، وتارة تستعيد قوات النظام مناطق استولت عليها المعارضة، وهو ما يجعله دائمًا في بؤرة الصراع و مسرح عمليات متحركاً باستمرار في سوريا .

وتعتبر أهم الفصائل المتواجدة في الساحل السوري بالإضافة إلى حركة أحرار الشام وجبهة فتح الشام وفيلق الشام والحزب الإسلامي التركستاني وجيش العزة الذين تمت دراستهم سابقًا:

1 - الفرقة الساحلية الأولى:

تأسست في تشرين الأول عام 2014 إثر اندماج ثلاثة ألوية في الجيش الحر، وهي العاديات والعاصفة واللواء الأول*، وانضم إلى التشكيل لاحقاً كلاً من لواء النصر(1) واللواء الثالث، كما تضم الفرقةُ أيضاً الفوج الأول والثالث وفوج المدفعية، بالإضافة لمعسكرات التدريب وقوات النخبة والكتيبة الأمنية وكتائب الدبابات والـ”م د" وغيرها (2).

وتعمل الفرقة تحت قيادة النقيب "محمد حاج علي" قائد لواء العاديات، ويتميز العمل ضمنها وفق هيكلية عسكرية موحدة يقودها مجلس عسكري مشترك، ولقي رئيس أركان الفرقة "النقيب باسل زمو" مصرعه في إحدى الغارات الروسية في تشرين الأول 2015 م

وتنشط الفرقة الأولى الساحلية في كافة الجبهات بجبلي التركمان والأكراد، وتعتبر كبانة والحدادة والتفاحية أهم محاورها، ويزيد عدد مقاتليها على / 2000 / مقاتل من أبناء اللاذقية وجبلي الأكراد والتركمان وجبلة(3).

وبحسب مصادر محلية مطلعة تتلقى الفرقة الساحلية الأولى دعمها المالي والعسكري من غرفة "الموم" التي تمولها مجموعة دول "أصدقاء الشعب السوري" (4).

2- الفرقة الساحلية الثانية:

تعتبر من أبرز فصائل الجيش الحر المقاتلة في الساحل السوري وتشكلت بقيادة “بشار منلا”، أول من أسس الكتائب التركمانية في سوريا.

وتشكلت الفرقة بداية عام 2015 بعد اندماج عدد من الألوية والكتائب أبرزها “لواء يلدرم بيازيد، ولواء مراد الرابع، ولواء السلطان عبد الحميد ويتبع للفرقة كتائب أخرى كالمدفعية والأمنية ومحمد الفاتح، ونور الدين الزنكي وغيرها. وتنتشر على كافة محاور جبل التركمان، بالإضافة لمشاركتهم في معارك جسر الشغور ومعارك اشتبرق وتحرير إدلب. (5)

يبلغ عدد مقاتلي الفرقة الساحلية الثانية نحو 1000 مقاتل ، وتمتلك عدداً كبيراً من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، ومدافع هاون ودبابات ومضاد دروع من نوع كونكورس.(6).

3- اللواء العـاشر:

وهو أحد الفصائل المنتمية للجيش الحر والتي تشكلت كجزء من الجبهة الغربية الوسطي في صيف 2013، وينتشر مقاتلوه الذي يبلغ عددهم قرابة /500/ بشكل خاص في منطقة جبل التركمان، ويعمل أيضا في جبل الأكراد.

ورغم أن عمليات الرباط الحالية تتم في ست جبهات في جبل التركمان وجبل الأكراد، إلا أنه غير معروف في وسائل الإعلام، ونفى أحد قياديي اللواء العقيد أبو أكرم أي دعم دولي بأي طريقة كانت وأن "معظم المعارك هي بتذخير ذاتي بالنسبة للواء العاشر في الساحل(7).

4- فرقة أبناء القادسية (فرقة عاصفة الحزم):

أعلن العميد عبد المجيد دبيس في نيسان من عام 2015م عن تشكيل فرقة عسكرية (عاصفة الحزم) في الساحل السوري بقيادته، وظهر في الإعلان قائد فرقة أبناء القادسية حذيفة الشغري (ممثل المنطقة الغربية الوسطى في القيادة العسكرية العليا). (8)

وتشكلت الفرقة بداية العام 2013 من أبناء اللاذقية ومقاتلين من أبناء بانياس الذين أجْبِرُوا على الخروج من مدينتهم منذ بداية الثورة على يد ميليشيا المقاومة السورية، وضمت أكثر من ثماني عشرة كتيبة توحدت ضمن ثلاثة ألوية: اللواء الأول، واللواء الثاني الذي ضم كلاً من الكتائب التالية: (كتيبة الفاروق – كتيبة الأنصار – كتيبة السلطان محمد الفاتح – كتيبة أنصار الحق المبين – كتيبة الشهيد مصطفى درويش – كتيبة صقور الله) واللواء الثالث الذي ضمّ كلاً من الكتائب التالية (كتيبة هارون الرشيد – كتيبة ابن تيمية – كتيبة عز الدين القسام – كتيبة أحفاد أبو بكر – كتيبة الشهيد أبو جعفر – كتيبة الشهيد حسين البدري – كتيبة أبناء عمر المختار) (9)

والفرقة الجديدة هي تشكيل قديم يُعرف باسم فرقة أبناء القادسية يبلغ عددها /800/ مقاتل و تتلقى دعمها من هيئة حماية المدنيين كما ظهر في إعلان تأسيسها، ويتركز نشاطها في جبل الأكراد بالساحل السوري.

5- لواء السلطان عبد الحميد:

يعتبر اللواء أحد فصائل الجيش الحر في المنطقة الساحلية حيث تم الإعلان عنه في 18 كانون الثاني لعام 2015م بقيادة عمر عبد الغني عبد الله الذي دعا أنقرة لتتدخل لوقف الهجوم العدواني الروسي، باندماج كلّ من الكتائب التالية: كتيبة عمر المختار وكتيبة عمر بن عبد العزيز وكتيبة عثمان غازي(10).

ويتجاوز عدد مقاتلي اللواء 300 مقاتل، ويرابط على عدد من المحاور الهامة في جبل التركمان كمحور برج (45) ومحمية الفرنلق (11).

6- لواء جبل التركمان:

أعلن العقيد المنشق عن جيش النظام محمد عباس عواد-الذي كان يرأس أيضاً المجلس العسكري في الساحل التابع لقيادة "الجيش الحر"- تشكيل لواء جبل تركمان الساحل السوري في ريف اللاذقية كنتيجة طبيعية لتعرض المناطق التركمانية في المنطقة إلى عمليات عسكرية وقصف من قبل قوات النظام الحاكم. (12)

وعلى الرغم من تواجد الفصائل التركمانية المقاتلة على الأرض في الساحل، إلا أنها ذات تعداد قليل ولا تملك ثقلاً استراتيجياً في المعارك، ويرى الأتراك بهم حليفاً مضموناً. ومنها: لواء سليم الأول القاطع، لواء ممدوح جولاه ولواء صقور التركمان، و"كتيبة المنتصر بالله"، و"كتائب السلطان محمد"، و"كتائب أنوار الحق التركمانية"، حيث تعهّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان باستمرار الدعم الإنساني واللوجستي لتركمان سوريا وعدم التخلّي عنهم، قائلا: “إننا ندعم إخوتنا التركمان في الباير والبوجاق وفي كل سوريا ونتعهّد بالاستمرار في تقديم الدعم لهم"(13).

7- كتائب أنصار الشام:

تعد من أبرز الفصائل العاملة في ريف اللاذقية ضد قوات النظام والميليشيات الإيرانية، أعلن عن تشكيلها الملازم أول عصام برو في أوائل شهر آب من عام 2012م ، ثم أخذت تشكل كتائب أخرى وينضم لها كتائب جديدة {كتيبة سرايا المجد – كتيبة عائشة أم المؤمنين – كتيبة جوهر دوداييف – كتيبة الظاهر بيبرس – كتيبة المدفعية – كتيبة سيف الإسلام}.

وتنتشر كتائب أنصار الشام بشكل رئيسي في جبل الأكراد وريف إدلب الغربي بقوة بشرية تتجاوز /600/ مقاتل، وتمتلك تسليحاً جيداً مؤلفاً من مضادات الدروع "كونكورس" وصواريخ غراد ومدافع الهاون بالإضافة إلى الأسلحة المتوسطة والخفيفة والذخائر المتنوعة. (14)

تنويه: هناك مجموعة من المعارضة العسكرية "الجهادية" باسم "أنصار الشام" بقيادة أبو موسى الشيشاني لاعلاقة لها بكتائب أنصار الشام مَحَلَّ الحديث.

كما تتواجد بالإضافة إلى الفصائل السابقة الذكر كلٌّ من:

جبهة فتح الشام بأعداد قليلة ودور مساند.
وحركة أحرار الشام الإسلامية التي تعلن بانتظام عن عملياتها في اللاذقية ولديها حالياً فروع محلية مثل لواء أحرار الجبل الوسطاني الذي كان يتولى قيادته أحمد علي أبو أيهم الذي أعلِنَ عن مقتله يوم 28 تشرين الثاني من العام 2015م أثناء القتال في منطقة جبل الاكراد.
وجيش الإسلام الذي يلعب دور المساند في جبهة اللاذقية من خلال إطلاق القذائف والصواريخ على مواقع النظام، ( سيرد تفصيله فيما بعد)
والحزب الإسلامي التركستاني الذي تمكن من فرض نفوذه بالتعاون مع السكان المحلين التركمان.

وأسس المقاتلون ذوو التوجه الجهادي عدة فصائل جهادية في المنطقة منها:

أ- جيش المهاجرين والأنصار: تشكل جيش المهاجرين والأنصار مطلع العام 2012، من "كتيبة المهاجرين"، إثر اتحادها مع "جيش محمد" بقيادة أبو عبيد المصري، وكتيبة "أسود السنة" التي شكلها أبو الأثير العبسي، والي حمص الحالي في تنظيم الدولة الإسلامية، وأعلن جيش المهاجرين والأنصار مبايعته لجبهة النصرة في ايلول 2015 على لسان زعيمه الحالي أبو إبراهيم الخراساني ويبلغ عدد مقاتليه /1600/ لكنهم تراجعوا إلى نصف هذا العدد بعد مبايعة القائد العسكري السابق لجيش المهاجرين والأنصار عمر الشيشاني، مبايعة تنظيم الدولة، مع 800 عنصر(15).
ب- إمارة القوقاز في الشام: أسسها صلاح الدين الشيشاني مباشرة بعد مبايعة جيش المهاجرين والأنصار لجبهة فتح الشام (النصرة سابقاً) في أيلول 2015، ويدين هذا التنظيم بالولاء لأمير القوقاز الأعلى دوكو عماروف.

ج - جند القوقاز: تأسس على يد عبد الحكيم الشيشاني في 2013، وهو تنظيم يقف على الحياد بين تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة فتح الشام (النصرة).

تنتشر قواعد جند القوقاز في جبل النبي يونس وفي قرية سالمة ومدينة ربيعة وجبل الأكراد بالقرب من الحدود التركية بمحافظة اللاذقية (16).

د - مجاهدو القوقاز والشام: انشق عن جيش المهاجرين والأنصار بزعامة محمد الخراساني الذي بايع جبهة النصرة.

نتائج الدراسة:

1- تبدو القوات المنتمية للجيش الحر على وجه الخصوص قد أصبحت أفضل تنظيماً وأفضل تجهيزاً للقيام بدور أكثر جدية في القتال، وتحقيق التوازن إلى حدٍّ ما على الأرض بعد أن كان تنظيم الدولة هو المسيطر مع غيرها من التنظيمات الجهادية.

2- يتواجد بشكل رئيسي في ريفي اللاذقية وإدلب بشكل "العنصر الأجنبي" بشكل خاص "الشيشاني – القوقازي – الأوزبكي" والتركستاني (الايغور) وطبعًا معهم السوريون “التركمان” كونهم أبناء المنطقة، وهؤلاء يتبعون أو يتحالفون مع تنظيمات أخرى، وعملت الماكينة الإعلامية والسياسية التابعة للنظام وروسيا على المبالغة بأعدادهم وما البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية الأوكرانية وعبرت فيه عن انزعاجها من تصريح السفير السوري لديها محمد سعيد عقل الذي اتهم فيه مقاتلين أوكرانيين بمساندة الثوار وأن تصريح السفير عقل غير مقبول ولا يستند إلى أية براهين.(17) .

الهوامش:

*بيان تشكيل الفرقة الساحلية الأولى