المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام
في ظل صمت 'الضامن' الروسي.. النظام يعتقل شخصيات اعتبارية ويسوق 200 شاب إلى 'الجيش' من الغوطة الشرقية

في ظل صمت 'الضامن' الروسي.. النظام يعتقل شخصيات اعتبارية ويسوق 200 شاب إلى 'الجيش' من الغوطة الشرقية

الكاتب: فريق الرصد والمتابعة في المؤسسة السورية للدراسات

تاريخ النشر: 2018/08/10

 

رغم إطلاق روسيا مؤخرا لمبادرة إعادة اللاجئين السوريين إلى ديارهم، وإعمار مناطقهم بعد اجتماع "هلسنكي" في فنلندا بين رئيسي روسيا "فلاديمير بوتين" وأمريكا" دونالد ترامب"، تستمر قوات النظام السوري بممارسة انتهاكاتها بحق أبناء الغوطة الشرقية عقب سيطرته عليها في 12 نيسان الماضي في ظل صمت الضامن الروسي لما يسمى التسوية أو المصالحة فيها.

 

وأكد "مصعب البقاعي" من بلدة دير العصافير أن فرع المخابرات الجوية التابع لنظام الأسد شن العديد من الحملات الأمنية على بلدة دير العصافير وغيرها من قرى وبلدات ومدن الغوطة الشرقية بريف دمشق مؤخرا معتقلا مئات الشباب لأسباب مجهولة.

 

وقال البقاعي: "علمتُ من بعض الأشخاص الذين تمّ إطلاق سراحهم أنّه تمّ اقتياد نحو مئتي شاب من المعتقلين إلى معسكر "الدريج" بريف دمشق لإجبارهم على أداء الخدمة الإلزامية في حين بقي العشرات في فرع المخابرات الجوية مجهولي المصير حتى الآن".

 

واستعاد النظام السوري السيطرة على الغوطة الشرقية قبل نحو أربعة أشهر عقب اشتباكات عنيفة مع فصائل المعارضة انتهت بتسوية ضَمِنَها الروس نصّت أهم بنودها على تهجير من لايرغب بالبقاء إلى الشمال السوري، والعفو عمن يرغب بالبقاء وعدم اعتقاله، وإعطاء مهلة ستة أشهر لمن هم في سن الخدمة الإلزامية قبل سوقهم إلى الجيش.

 

وبدوره ذكر الصحفي "غياث أبو مصطفى" من الغوطة الشرقية أن النظام اعتقل معظم العاملين سابقا في الكوادر الطبية ورؤساء المجالس المحلية ومسؤولي المؤسسات الإغاثية في الغوطة الشرقية، أبرزهم؛ أبو عمار المدني من بلدة كفر بطنا والبالغ من العمر 55 عاما وكان يعمل سائق سيارة إسعاف، والطبيبين زياد خميس وزياد عبيد، والمهندس منار عثمان مسؤول الهيئة الإغاثية، إضافة إلى اعتقال 8 مدرسين و5 مدرسات، وبعض الناشطين الإعلاميين.

 

وأوضح أنّه تم الإفراج عن البعض منهم كالطبيبين خميس وعبيد، ولازال البعض الآخر معتقل ومجهول المصير في حين تمت تصفية كل من الدكتور معتز حتيتاني وأبو عمار المدني تحت التعذيب، إضافة إلى "أبي كاسم بويضاني" العائد إلى الغوطة الشرقية من الشمال السوري.

 

وعرضت تقارير إعلامية نقلا عن مراكز ونشطاء في حقوق الإنسان ومصادر محلية مطلعة أن الأفرع الأمنية التابعة للنظام لم تلتزم بالاتفاقات التي أبرمتها في مناطق المصالحات الأخيرة (الغوطة الشرقية – درعا -ريف حمص الشمالي) فما إن تخرج الشرطة العسكرية الروسية من تلك المناطق حتى يعقبها حملات مداهمة واعتقال ونقض مواثيق بحق أبنائها.

 

ففي درعا وبعد إنجاز ما سمي بالمصالحة المحلية اعتقلت الأفرع الأمنية والعسكرية التابعة للنظام نحو مئة شخص معظمهم من منطقة "اللجاة" موثقين بالأسماء إضافة إلى اعتقال زوجة أحد المنشقين في بلدة اليادودة واشتراط تسليم الزوج لنفسه بغية إطلاق سراحها.

 

وبالعودة إلى الغوطة الشرقية فقد سجلت مراكز الإيواء (حرجلة – الدوير- النشابية)، التي أنشأها النظام برعاية روسية إبّان الحملة العسكرية على الغوطة بغية استقبال أبنائها الهاربين من حمم المعارك والقصف الهستيري، اعتقال فرع الأمن العسكري 20 إمرأة من مدينة حمورية، و40 شابا من بلدة مديرة لأسباب مجهولة.

 

كما وردت أنباء لم يتم التأكد من صحتها إلى الآن عن اعتقال أكثر من مئة شخص من بلدة مسرابا في إحدى مراكز الإيواء بينهم رجل في الثمانين من عمره.

 

وفي سياق متصل يتداول ناشطون محليون على وسائل التواصل الاجتماعي أخباراً، وصوراً، وفيديوهات تفيد بابتزاز قوات النظام للتجار ولأصحاب الأموال والحرف البسيطة، وحتى المزارعين في أماكن المصالحات المذكورة، تارة بالتهديد وأخرى بالاعتقال من أجل سرقة أموالهم و"تعفيش" ممتلكاتهم أو دفعهم لبيعها بثمن بخس ومغادرة البلاد.

 

وبلغ عدد سكان الغوطة الشرقية قبل سيطرة قوات النظام عليها بدعم روسي نحو 350 ألف نسمة خرج منهم إلى مراكز الإيواء المذكورة نحو 120 ألف وهُجِّرَ منهم إلى الشمال السوري نحو 60 ألف نسمة.

 

---------------------------------------------------------------------------------------

الحقوق الفكرية محفوظة لصالح المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام © 2018

تابعنا على الفيسبوك

القائمة البريدية


تابعنا على تويتر

جميع الحقوق محفوطة للمؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام © 2024