إدارة النفايات وإعادة تدويرها بدائل حيوية لدعم الاقتصاد وحماية للبيئة من التلوث
الكاتب: وحدة الرصد والمتابعة
تاريخ النشر: 2015/09/08
في ظل انهيار المؤسسات السورية المعنية في المناطق المحررة، باتت الحاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى، لإدارة ما أصبح يسمى بأزمة النفايات والقمامة، لوقف تلوث البيئة، والإفادة من عمليات تدوير النفايات في مشاريع زراعية وصناعية ذات جدوى.
ويرى خبراء اقتصاديون أنّ عملية تدوير القمامة من أبرز العمليات السائدة في الدول الحديثة، حيث تقوم تلك الدول بعملية مراقبة وجمع ونقل ومعالجة وتدوير النفايات أو التخلص منها ، بغية التخفيف من الآثار السلبية للنفايات على الصحة والبيئة والمظهر العام.
ويمكن أن تشمل معالجة النفايات مواداً صلبة وسائلة وغازية ومواد مشعة أيضاً.
وتعاني معظم مناطق سورية المحررة اليوم ، ووفقاً لتقارير محلية من انقطاع لأغلب الخدمات وأكثرها أهمية خاصة ما يتعلق منها في الصحة العامة، وهذا ما حدا بعدد من باحثي سورية واقتصاديها بالتركيز على موضوع إدارة النفايات وإعادة تدويرها، كأحد الحلول الإبداعية والعلمية.
ويقول الباحث موسى آمهان: " إنّ لتدوير النفايات أسباب عملية تتلخص بضرورة التعامل مع المكبات المكشوفة للنفايات لحماية الصحة العامة، وتعزيز قدرة المزارعين في المنطقة على الصمود والإنتاج عن طريق توفير السماد العضوي (الكوم بوست) عالي الجودة والناتج عن تخمير النفايات العضوية وبشكل مجاني".
وأضاف: " بهذه الطريقة يمكن التخلص من أضرار النفايات المكشوفة والحد من ظاهرة تلوث البيئة والاحتباس الحراري الناتج عن طريق حرق النفايات، فضلاً عن حل مشكلة غلاء وندرة الأسمدة الكيميائية ، وهذا بدوره سيعالج مشكلة انخفاض الإنتاج الزراعي في الأراضي المحررة مما يعزز الأمن الغذائي ويؤسس لثقافة التنمية المستدامة بين المزارعين.
ويفيد الباحث آمهان أنّ إدارة النفايات يتضمن بالضرورة تدوير ما يمكن تدويره، و الاستفادة القصوى من مصادر كانت تذهب سدى بغير فائدة، مقترحاً اطلاق مشروع وطني لتدوير النفايات سواء العضوية، لاستخراج السماد العضوي أو الغاز الحيوي أو غير العضوية لإعادة استعمالها في الصناعة.
ولخص الباحث ثلاث فوائد لعملية إدارة النفايات وإعادة تدويرها وهي؛ حماية الموارد الطبيعية، وإيجاد فرص عمل جديدة ، والتخلص من النفايات وآثارها السلبية على البيئة والإنسان.
وذكر الباحث أنّ هناك عقبتان تواجهان عملية إعادة تدوير النفايات والاستفادة منها وهما:
1- تكلفة اليد العاملة ؛ لأنّ تحويل النفايات، يتطلب فرزها حسب نوعية التحويل (مواد سلولوزية كالورق والورق المقوى (الكرتون)، مواد زجاجية كالقوارير الزجاجية، وغيرها )، وبالتالي الحاجة إلى يد عاملة كثيرة، وحتى إذا كان هناك فرز أولي من قبل السكان (أي حاويات متخصصة لرمي كل نوع من أنواع النفايات)، فإن الفرز الثاني في مراكز التدقيق ضروري للحصول على فرز جيد لأنواع النفايات.
وهذه الأعباء الإضافية للعملية يمكن التخفيف من آثارها فيما لو قامت بها بلديات مختصة أو جماعات محلية، عبر وضع رسوم رمزية على رمي بعض النفايات.
2- نوعية المواد المنتجة عن طريق استعمال مواد تحويل النفايات
إن بعض أنواع المنتجات تكون فيها نوعية المادة الأولية رديئة، حيث تم تحليلها عن طريق عملية الاسترجاع، فمثلا تحويل الورق يعطي مواداً سيلولوزية ذات نوعية أردأ ، وبالتالي ورق جديد ذو نوعية متوسطة (هذا النوع من العمليات لا يستحسن تكراره أكثر من عشر مرات متتالية)، إضافة إلى أنّ تحول بعض المواد البلاستيكية الملوثة لا يمكن استعمالها في التغليف الغذائي .
وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض المناطق المحررة في سورية، بدأت فعلا بإعادة تدوير النفايات والاستفادة منها في عدد من المجالات في مقدمتها ؛ توليد الطاقة الكهربائية عبر الغاز الطبيعي الناتج عن عملية تخمير النفايات ، كما في الغوطة الشرقية المحاصرة.
--------------------------------------------------------------------------------------
الحقوق الفكرية محفوظة لصالح المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام © 2015