درعا حكاية ثورة.. من السلميّة إلى الواقع الحالي
إعداد: قسم الرصد والمتابعة - المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام
تاريخ النشر: 2017/02/01
مقدمة:
تعتبر محافظة درعا، من أقدم مدن بلاد الشام تعود إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد، ذكرها ياقوت الحموي في معجمه. وعلا شأنها في العصر الآرامي، وجعلها الفرس مركز ولاية (مرزبانة) في عهد قورش، ثم صارت جزءاً من الولاية العربية الرومانية بعد انتصار الرومان على الأنباط، فبنيت فيها المعابد والأسواق والمسارح والحمّامات وأقنية الريّ إلى أن حررها العرب المسلمون عام 13هـ/634م، ثم زارها الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب في طريقه إلى صلح الجابية وأمر ببناء الجامع العمري فيها وبقيت تحت حكم دولة الخلافة الإسلامية حتى سقوط الدولة العثمانية
وخضعت بعدها لحكم الفرنسيين وكان لها دور كبير في الثورة السورية ضد الفرنسيين حيث تحررت عام 1946 وعاشت كما المدن السورية عهود الانقلابات العسكرية، وتمتعت المحافظة بنسبة من الهدوء في ثمانينيات القرن الماضي تلك الفترة المشوبة بالخوف والمجازر[1]، وقد يكون أهم الأسباب التي جعلت حافظ الأسد يطمع في دعم تلك المحافظة من خلال استرضاء أهلها، وخاصة أنها مدينة سنية في غالبها.. ذات ميول بعثية تقليدية بسبب اجتذاب البعث لشرائح واسعة في ريفها.. فسعى لإشراك فلاحيها وعمالها في النشاطات السياسية والحزبية، واستمرت على الحال ذاته في عهد الابن بشار عام 2000م إلا أنها كانت مهداً للثورة السورية التي اندلعت عليه في 18 آذار 2011م.
تقع "درعا" في الجنوب السوري وتمتد على سهل واسع يتخلله مجموعة من المرتفعات الاستراتيجية ( تل الجموع – تل الجابية – تل الحارة ) من حدود الأردن إلى ريف دمشق شمالًا، ومن القنيطرة والجولان المحتل غربا إلى السويداء شرقا، على مساحة (3730) كم2، ويبلغ عدد سكانها وفق احصائيات 2011م (1،027،000) نسمة[2].
تنقسم المدينة إلى قسمين، الأول درعا البلد وهو القسم القديم من المدينة، والثاني درعا المحطة وهو الأحدث من سابقه ويوجد فيه الدوائر الحكومية والمؤسسات، ويتبع لها كلّ من المدن الآتية: ازرع، وطفس، وداعل، ونوى، والحراك، والشيخ مسكين، وجاسم، والطيبة، ومدينة الصنمين.
ولمدينة درعا تاريخ عريق حيث خرّجت الكثير من الأعلام والشخصيات التاريخية، كالعالم المسلم ابن قيم الجوزية، وسلطان العلماء العز بن عبد السلام، والفقيهه المسلم يحيى بن شرف الحزامي النووي، والعالم المسلم أبو الفداء عماد الدين، والمعروف بابن كثير، وأبو تمام، وعدنان الرفاعي، وغيرهم، وحاضر مضيء حيث تحتل المرتبة الثانية بعدد طلاب العلم فيها، كما تضم عدداً من الجامعات كالجامعة الدولية الخاصة وبعض الأقسام العلمية التخصصية كالتربية والتمريض.
وتتمتع المدينة بأهمية اقتصادية حيث يعمل سكانها بالتجارة والزراعة فهي سلة غذاء لا مجال لتجاوزها
إذ تغطي بعض قرى درعا وحدها حاجة سورية، بل وبعض الدول العربية من الحبوب والخضروات والثروة الحيوانية [3].. كما تتمتع بقوة اقتصادية فائقة لم تنجم عن ممارسة أهلها للزراعة فحسب، إنما بسبب ما يمده أبناؤها من "عملات صعبة" قادمة من مهاجرهم في الأمريكيتين وأوروبا بشكل عام و الخليج العربي بشكل خاص ويبلغون ما نسبته 45% من عدد سكانها.
المبحث الأول: أطفال المدارس جعلوا من مدينتهم معقلاً للاحتجاجات ضد النظام
أخذت مدينة درعا اسم "مهد الثورة " نظراً لانطلاق شرارة الاحتجاجات منها، بعد أن خط طلاب المدارس على جدران مدرستهم كلمات هدموا بموجبها جدرانًا من القمع والوحشية عمل النظام لأربعة عقود على بنائها، ليستمر الشعب السوري من ورائهم بهدمها، متأثرين بالاحتجاجات العارمة التي عمت الوطن العربي مطلع عام 2011 وبالأخص الثورة التونسية والمصرية اللتين أطاحتا بالرئيسين التونسي والمصري.
مع بدء انتفاضات الربيع العربي مطلع عام 2011 رأى الكثير من الشخصيات المعارضة في سوريا أنه آن الأوان لبدء الانتفاضة في سوريا، فيما عارض البعض الأمر قياسًا على أحداث حماه 1982، إلا أن أطفال درعا في حي الأربعين لم ينتظروا تلك الحسابات وكتب كل من ( نايف أبازيد مواليد 1-1-1995 - أحمد أرشيدات مواليد 1-1-1996 - معاوية الفـــيصل مواليد 10-7 1996 - أحمد أبازيد مواليد 1-1-1996- بشير ...الخ) وذلك في الخامس عشر من شباط 2011 على جدران مدرسة الأربعين في درعا البلد شعارات مناهضة للنظام[4]، ومستوحاة من أحداث الربيع العربي في مصر وتونس مثل "الشعب يريد إسقاط النظام" و"ارحل" و "إجاك الدور يا دكتور"، وفي نهاية عملهم قام كل منهم بالتوقيع باسمه على كل عبارة مع تحيات، بشير أو نايف[5].
وفي اليوم التالي تم اعتقال الطفل "نايف أبا زيد" من قبل الشرطة "الأمن" وتحت التعذيب -كما يروي- اعترف على باقي أصدقائه لتقوم الشرطة بدورها بالبحث متنقلة من منزل لآخر مع تهديد الأهالي لتسليم أبنائهم، وبعد عدة أيام قام الأولاد بتسليم أنفسهم بعد تأكيدات ووعود بألا يلحق بهم أي أذى، وهو ما يمكن اعتباره الشرارة الأولى لإعلان الثورة في سورية التي ستتطور وتعم المدن السورية، فيما بعد.
أمام عدم التزام الأمن بتعهداته للأهالي بعدم إيذاء أطفالهم (18 طالباً) لم تفلح محاولات أولياء أمور الطلبة للقاء محافظ المدينة فيصل كلثوم الذي لم يستجب للقائهم، ما دفع بالأهالي إلى الاستعانة بوجهاء المدينة للتوسط للإفراج عن الأطفال المعتقلين الذين استطاعوا بدورهم مقابلة عاطف نجيب بتاريخ (2011/02/26) الذي كان يرأس جهاز الأمن السياسي في المدينة، إلا أن نجيب قال لهم، بحسب رواية الوجهاء: "انسوا أولادكم واجعلوا نساءكم تحمل وتخلف لكم بدلاً عنهم، وإذا لم تستطيعوا ذلك فآتوا بهن إلينا ونحن نفعل"[6].
عاد أولياء الطلاب والوجهاء إلى منازلهم متجرعين مرارة القهر ومملوئين بالغضب ، لتتكرر كتابات الأطفال في أكثر من بلدة وقرية وليعم حي درعا البلد بشكل خاص حالة من الغليان، تمثلت في (2011/03/15) بوصول حوالي ثلاثين ناشطاً إلى القصر العدلي في مدينة درعا[7] وذلك بالتزامن مع المظاهرة التي خرجت في دمشق للمطالبة بالإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين، وترافقت تظاهرة درعا هذه مع إرهاصات الثورة في دمشق كتظاهرة الحريقة على خلفية اعتداء شرطي على مواطن.
لم يجد الأهالي في درعا بشكل عام بعد كل محاولاتهم سبيلا إلا الاعتصام في ساحة المسجد العمري الكبير في الثامن عشر من آذار لعام 2011م في درعا البلد منادين بالحرية لأبنائهم وهاتفين و مطالبين بالإفراج عنهم فيما سميّ بجمعة الكرامة.
الخيار الأمني سيد الموقف:
انحصرت الاحتجاجات منذ 18 آذار وحتى 23 آذار بأحياء درعا البلد، حيث وصلت قوات الأمن بأعداد كبيرة للمكان وقامت بفتح النيران على المتظاهرين الذين رموهم بالحجارة، وأدت إلى سقوط أول شهيد في الثورة السورية وهو "محمود جوابرة"[8] ليتحول في اليوم التالي تشييعه إلى مظاهرة حاشدة أطلقت فيها شعارات عدة " الله سوريا حرية وبس، ثوري ثوري يا حوران الشعب السوري ما بينهان"، رغم تهديد عاطف نجيب أحد أقرباء الشهيد بأن يبقى التشييع ضمن سيطرة قوات الأمن، الأمر الذي رفضه المحتجون وبدأوا بالمظاهرات مطالبين بإسقاطه وطرده للحفاظ على ارواح المحتجين.
حاول النظام التخفيف من السخط الشعبي وأقال المحافظ فيصل كلثوم من منصبه[9] إلا أنه من جهة أخرى أصر على اعتماده على القوة وتجاهل فعاليات المدينة ووجهاءها وطبيعتها العشائرية والاجتماعية، وقرر بتاريخ 23 آذار إنهاء الاحتجاجات واقتحام ساحة الاعتصام في المسجد العمري قبل يوم الجمعة 25 آذار، وبالفعل تم الاقتحام الذي أودى بحياة أكثر من 11 شخصاً من المعتصمين، وباتت أحياء درعا البلد بالكامل تحت قبضة النظام.
نجح النظام بتطويق الأحياء الثائرة، إلا مظاهرة بلغ عددها 25 ألف متظاهر[10] من الريف الشرقي للمحافظة خرجت باتجاه مركز المدينة وهو ما أربك أجهزة النظام الأمنية التي اتخذت قرارها سريعاً بإنهاء المظاهرة وعدم السماح لها بالوصول إلى أحياء درعا البلد وساحة المسجد العمري، وفي ساعات المساء من يوم الأربعاء وصل المتظاهرون إلى مشارف المدينة، وعندها تم تنفيذ القرار، لترتكب قوات النظام مجزرة الأربعاء الدامي [11] وتنهي المظاهرة بعد أن تجاوز عدد القتلى 50 قتيلاً في صفوف المتظاهرين، وشكل يوم الأربعاء 23 آذار علامة فارقة، لسقوط شهداء في أغلب بلدات ريف المحافظة الشرقي، وتنتقل الاحتجاجات إلى معظم مدن وبلدات المحافظة.
المبحث الثاني- النظام في مواجهة الشعب:
لم تُجْدِ محاولة النظام التخفيفَ من السخط الشعبي عليه بإقالة المحافظ فيصل كلثوم من منصبه أو إطلاق سراح بعض الأطفال الذين اعتقلهم بسبب كتاباتهم وغيرهم من المعتقلين بل استمرت الاحتجاجات، ومنذ ذلك اليوم لم يهدأ شباب درعا الذين بدأوا بعملية التخطيط لاستمرار المظاهرات في المدينة أسوة بباقي بلدان الربيع العربي.
تطور الأوضاع وتصاعد الرد الشعبي:
استمرت المظاهرات وشارك الآلاف من أهالي المدينة فيها وسقط العديد من القتلى والجرحى خلالها بسبب التعزيزات الأمنية التي استقدمها النظام عبر طيرانه المروحي إلى الملعب البلدي في درعا وظنها الأهالي يومئذ على أنها تحضيرات لزيارة الرئيس بشار الأسد لهم ليعتذر منهم
وسقط أول قتيل في ريف درعا وريف سوريا هو "منذر قنبس" في مدينة الحارة، بالإضافة الى سقوط عدد من الجرحى، ولأن النظام اعتاد لغة القمع والغدر كحلٍّ وحيد لكل أزماته الشعبية طيلة عقود حكمه اشتدت المظاهرات وحاولت الشرطة تفريق المتظاهرين بالقوة الذين اشعلوا النيران في رموز نظام الرئيس السوري بشار الأسد كمقر حزب البعث ومبنى محكمة وفرعين لشركة هاتف مملوكة لابن خال الرئيس[12]
وحطم المتظاهرون تمثال حافظ الأسد على إثر أنباء وصلت لأهالي درعا الذين كانوا يتظاهرون في ساحة التحرير عن سقوط أكثر من 20 شهيداً في الصنمين وعشرة في اللاذقية وتسعة في طفس[13]، ما دفع الأمن إلى إطلاق الرصاص بشكل كثيف وسقوط العشرات بين شهيد وجريح...
و أطلق القناصة النار من بيت المحافظ في الساحة ذاتها، كما حاولوا منع الشباب من الاقتراب من التمثال لكن دون جدوى.. الرصاص لم يمنع تمثال الأسد الأب من السقوط، وبعد إسقاط التمثال كان القرار سريعاً من قبل أجهزة النظام بالتصعيد، وتصل قافلة كبيرة من السيارات العسكرية المصفحة تدخل المنطقة من خلال «الطريق العسكري» الواصل بين السويداء ودرعا، وقطع الطريق الواصل بين درعا البلد و المحطة
وبدأ العمل العسكري ضد الحراك الشعبي السلمي، وأصبحت تقارير ساعية ويومية ترفع إلى القصر الجمهوري بعدد القتلى، إلى بشار الأسد حصراً[14]
واحتجاجا على مايحدث من تقتيل وتشنيع بأهل درعا بدأ ممثلو حوران يعلنون انسحابهم من مجلس الشعب فأعلن في 22 من نيسان لعام 2011م عضو مجلس الشعب الشيخ (ناصر الحريري) انشقاقه عن المجلس، وبعدها بساعات أعلن مفتي المحافظة الشيخ (رزق أبا زيد) انشقاقه أيضاً، وكذلك الحال عضو مجل الشعبب المهندس (خليل الرفاعي)، فكان أعضاء مجلس الشعب الثلاثة المنتخبين من خارج قائمة (الجبهة الوطنية التقدمية) في صفّ الشعب، فقد كان الشيخ (يوسف أبو رومية) صاحب أول موقف تحت قبة مجلس الشعب بشهر آذار لتكون المحافظة بفاعليتها خارجة عن قبضة النظام[15].
الحل الأمني يدفع المتظاهرين إلى رفع سقف مطالبهم
تدرج المتظاهرون في درعا بشعاراتهم فلم يتوقفوا عند المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين من الأطفال أو محاسبة المحافظ بل ذهبوا إلى المطالبة بالإصلاحات السياسية والاجتماعية كالعمل على رفع حالة الطوارئ وإطلاق المعتقلين السياسيين من خلال احتجاجات لناشطين منها على سبيل المثال ما نظمه الناشط "محمد المسالمة" الذي اغتيل في كانون الثاني من العام 2013م أمام مبنى القصر العدلي في درعا
ورفع المتظاهرون في كل تظاهراتهم شعارات سلمية يأتي على رأسها "الشعب السوري ما بينذل" و "الله ..سورية .. حرية وبس"
ولم يستجب الشباب الثائر في درعا إلى توجيه وجهائهم بعدم رفع الشعار المطالب بإسقاط النظام، خاصة أن هذه الشعارات والأعمال السلمية وبحسب ما يرويه بشير _ أحد الأطفال المعتقلين الذي كان يبلغ عمره عند اعتقاله حوالي 15 ربيعاً والذي سارع فور خروجه من المعتقل إلى المشاركة في المظاهرات التي تنظم في درعا البلد بساحة المسجد العمري للمطالبة بإسقاط النظام، ومشاركته في المظاهرات جعلته يتنقل في وقت لاحق بين العمل الإغاثي والطبي وعندما اشتد عوده وتجاوز 18 من عمره حمل السلاح ليكون بجانب العديد من أبناء عمومته وأبناء حيّه حيث انضم إلى أحد الفصائل المقاتلة في المنطقة الجنوبية وهو الآن يقود مدفع (23) المضاد للطائرات _ لم تعد تسمع أحد بينما يبقى النظام يواصل قتله للمدنيين المطالبين بحقوقهم المسلوبة منذ أن استولى نظام الأسد على الحكم في سورية[16].
خطة النظام لتوريط الثوار بالعمل العسكري وحصار درعا
أيقن نظام بشار الأسد أن الغضب الشعبي العارم عمّ مدن و قرى وبلدات حوران وأن الخيار الأمني أمام التطورات فيها قد فشل، وأن المحافظة قد خرجت عن سيطرته، فكان البديل هو استبدال الأمن بالجيش، وخلق الذريعة المناسبة لذلك، وُزِّعَتِ الأوامرُ العسكرية مطالبة القيادات بتسريب البنادق إلى الأهالي، واللباس العسكري رغم علمهم بامتلاك أهل درعا للأسلحة الخفيفة، ولكن الفكرة هنا هي توريطهم بالعمل العســكري، على أنه من مستودعات الجيش السوري.
ونجحت الخطة وسربت عشرات البنادق إلى المدنيين[17]، ورافق كل ما سبق أن إعلام النظام روج بأن ما يجري في سوريا هي مؤامرة، وأن عصابات مسلحة هي من تقف وراء ذلك ليبث المشهد الأول من قلب المسجد العمري صوراً لأسلحة وأموال في داخل المسجد يوم الخميس (24 آذار) مدعياً أن ما أسماها "العصابات المسلحة" هي من تقف وراء عمليات القتل التي كانت تجري في ذلك الوقت، وبث التلفزيون السوري الرسمي بيانا حث فيه على ضرورة توجه قوى الجيش إلى درعا البلد من أجل السيطرة على الوضع، والقبض على ما سموهم بالإرهابيين.
وفي صباح الخامس والعشرين من نيسان 2011م اقتحمت قوات النظام مدينة درعا من محاورها الأربعة مصحوبةً بالدبابات والآليات العسكرية[18]، لتكون درعا أول مدينةٍ تقتحمها قوات النظام مستهدفة المنازل السكنية بالقذائف النارية، وتم فصل مدينة درعا عن محيطها، وقطع الكهرباء والاتصالات، وإغلاق الحدود مع الأردن، ورافق الدبابات العديد من القناصة على أسطح المنازل الذين قدر عددهم ما بين المئات إلى 6000 قناص، يستهدفون جميع الذكور الذين يحاولون الخروج إلى الشوارع، ولكن سمحوا للنساء فقط بالخروج إلى المخابز وفي أوقات محددة.[19]
نجح النظام في إطباق الحصار على المدينة وإنهاء الاعتصام في ساحة المسجد العمري بقيادة اللواء (فهد جاسم الفريج) الذي تم ترفيعه إلى رتبة عماد بعد اقتحام المدينة، ومن ثم تعيينه وزيراً للدفاع، وشددت قوات النظام في منع دخول المواد الغذائية والطبية إلى درعا البلد وقصفها بالقذائف الثقيلة وشن حملات الاعتقالات العشوائية وتنفيذ الاعدامات الميدانية لترهيب الأهالي.
لم يستطع النظام بآلته العسكرية امتصاص ردود السوريين عامة وأهالي درعا خاصة الذين خرجوا في مظاهرات طالبت بفك الحصار وحرق بعض الفرق الحزبية في كل من مدن (جاسم، نمر ،انخل ،الحارة، سملين، عقربا) ما اضطر قوات النظام أن تفرض حالة عدم التجوال في المدينة "درعا البلد" و تتجه إلى تلك البلدات التي تضامنت مع درعا لإعادة الأمن والأمان إليها وملاحقة فلول الإرهابيين فيها وفق بيان التلفزيون الرسمي التابع للنظام.
المبحث الثالث: العسكرة في درعا:
تعامل النظام منذ الأيام الأولى للثورة مع درعا كتعامله في الثمانينيات مع مدينة حماة واعتقد أن الوجهاء التقليديين مازالوا يملكون الكلمة الفصل في المجتمع، ليكون كلام مستشارة بشار الأسد الذي أهانت فيه ذوي الضحايا، وكلامه في خطابه الأول وعدم اعترافه بالشهداء وتشبيهه السوريين بالجراثيم دافعاً جديداً لاستمرار الثورة، والمظاهرات والاعتصامات إلا أن ماحدث في صيدا ومثله في حمص في نيسان 2011، وتعرض معتقلي الثورة لتعذيب متطرف في قسوته كحالة حمزة الخطيب (15 عاما) المعروفة، بدا أنه من غير الممكن أن تستمر التظاهرات والفعاليّات المدنيّة السلميّة في ظل استخدام النظام شتى أنواع الأسلحة لمواجهة المتظاهرين ومنعهم.
أسباب التسليح ونشوء الجيش الحر
لم يكن التسليح خيارا ذاتيا للمتظاهرين وإنما لحماية أنفسهم والذود عن الأعراض فبدأ بعضهم يتمركزون على أسطح البنايات المحيطة بالمظاهرات السلمية ليحموها من غدر النظام وأزلامه الذي وثَقَ دوما بفضائل سياسة القوة وفاعليتها في التعامل مع محكوميه، فواجه الاحتجاجات السلمية بعنف ساحق، شكل على الدوام أداته الرئيسية في الحكم، ووسيله لكسر معنويات وعزائم الثائرين.
واقترنت هذه السياسة على الدوام أيضا بخطاب إعلامي يحرض على المحتجين ويجرِّمهم، وينشر الكراهية ضدهم بوصفهم متشددين إسلاميين، يعملون على إنشاء إمارات سلفية بزعمه في درعا وحمص وتلكلخ وغيرها، ما دفع إلى التصلب المتزايد للمواقف والنفوس والتي زادها تصلبا اتباع النظام بعد عجز آلته العسكرية في إخماد الثورة سياسة تعتمد على تصفية قادة الحراك الثوري في المحافظة فكان المهندس "معن العودات" الذي نجح في إقناع شباب الثورة بالسلمية، الهدف الأبرز لقوات النظام التي اعتقلته مرتين دون أن تفلح في إسكاته، إلا أنها تمكنت من قتله في شهر آب من العام 2011م وهو يتقدم جنازة تشييع أحد نشطاء المدينة ليتقدم حينها رئيس فرع الأمن العسكري بدرعا العقيد (لؤي العلي) ويفرغ رصاصات مسده في فم عراب الثورة السلمية بدرعا[20].
قاد هذا العنف النفسي والمادي الممارس على الثورة وبيئاتها طول شهور إلى سيطرة الانفعال والغضب، وترقق وهشاشة صوت العقل في تفكير أكثرية السوريين، رافقه ازدياد رقعة المظاهرات في أنحاء سورية وبدء ظهور وتنامي ظاهرة الانشقاقات من رتب مختلفة عن صفوف قوات النظام و انضمامها إلى مجموعات الثوار التي كان هدفها حماية المظاهرات السلمية لتبدأ بها مرحلة العمل المسلح.
ويعتبر المجند "وليد القشعمي" من بلدة ابطع في ريف درعا الذي كان يؤدي خدمته في الحرس الجمهوري أول المنشقين بتاريخ 2011/04/23م بعد أن رفض اطلاق النار على أهالي حرستا في ريف دمشق، والملازم أول عبد الرزاق طلاس من مرتبات اللواء 15 بالقرب من مدينة انخل بالريف الغربي، الذي انشق بتاريخ 2011/04/27م أول ضابط منشق لينتقل بعدها إلى مدينة الرستن في حمص مسقط رأسه.
والملازم أحمد خلف في حزيران /2011 كان يخدم في درعا وذهب إلى الأردن ليعود بعدها إلى الرستن ويُستشهد فيها ويتشكل بعدها كتيبة باسمه في درعا.
والملازم خلدون زين الدين من الطائفة الدرزية من مدينة السويداء في شهر أيلول 2011م[21] وشكل كتيبة سلطان باشا الاطرش، وقاتل في درعا في منطقة اللجاة قبل استشهاده.
والمقدم ياسر عبود من بلدة النعيمة في ريف درعا في شباط/2012 و أسس لواء فلوجة حوران.
تتالت الانشقاقات في صفوف جيش النظام لتصل إلى انشقاق المقدم "حسين الهرموش" في 9 حزيران 2011، معلنًا عن تأسيس حركة الضباط الأحرار[22]، حيث لقيت الفكرة التي أعلنها الضابط المنشق ترحيبا في صفوف العسكريين في درعا خاصة أن المنشقين وجدوا في درعا مكانا آمنا من ملاحقة النظام لهم واعتمدوا على الكمائن حينها في التصدي لنظام الأسد، وطرح عدد منهم فكرة تدريب الشباب الذي يريد حمل السلاح، على استخدامه والعمل على إقامة معسكرات تدريبية يخضع فيها الأفراد لدورات مكثفة على حمل السلاح المتوفر[23].
واستمرت حركة الانشقاقات لتشكل نواة ما يسمى في وقت لاحق الجيش السوري الحر حيث انضم إلى العناصر العسكرية للجيش الحر مدنيون، تعرضت مناطقهم وأسرهم للقمع والاعتقال والقتل، ومن المحتمل أن المكون المدني للجيش الحر يشكل أكثريته هم ممن كانوا يتصدرون التظاهرات السلمية، وممن حملوا الشعارات واللافتات المطالبة بإسقاط النظام وإقامة دولة الحرية والقانون[24].
وفي وقت يمكن التحفظ على النزوع المتنامي نحو العمل المسلح للنظام، فإنه لا يمكن لوم أحد على تناميه غير النظام ذاته حيث تعرضت بيئات الثورة إلى معاملة بربرية لم تقتصر على الاعتقال والتعذيب والقتل، وإنما تعدت إلى النهب والتجويع والمعاملة بحقد وتشف، وتوسّع جرائم التعذيب والاغتصاب، وتعدّد المجازر واتّساعها، من دون أن يتمكن المحيط العربي والدولي من فعل أي شيء يُذكر لإيقاف ذلك كله، ليبدأ الجيش الحر أولى عملياته ضدّ النظام بتاريخ (2012/07/27) معلنا الانتقال من الدفاع إلى الهجوم حيث سيطر على حاجز المخفر بمخيم درعا، ثمّ توالت بعد ذلك العمليات [25].
أولى فصائل الجيش الحر في درعا:
كتيبة طلحة و الزبير:
أعلن عن تشكيلها في بيان بُث على شبكة الانترنت بتاريخ 26 آذار من العام 2012م[26] بعد تدريب الشباب على حمل السلاح المنظم التي ضمت أكثر من 75 مقاتلاً، وعناصر منشقة في مدينة الحارة في الريف الغربي، شاركت في تأمين عدد من المنشقين من حواجز النظام مع كمية من الأسلحة[27].
كتيبة أبا القاسم
تشكلت في بلدة كفر شمس بعد أشهر قليلة من بدأ الثورة بقيادة الملازم أبو رامي غباغبي وضمت عددا كبيرًا من المنشقين و الشباب.
أهم أعمالها: الهجوم على باصات الشبيحة بين بلدة كفر شمس ومدينة الصنمين، التي أتت لقمع المظاهرات في البلدة وذلك بتاريخ 8 حزيران 2012 ، بالإضافة إلى التنسيق مع كتيبة طلحة و الزبير، لتأمين انشقاق أكثر من 30 عسكرياً من حواجز مدينة الحارة.
وتعتبر كفر شمس منطقة آمنة لم يدخلها الجيش إلى هذه اللحظة بسبب الاشتباكات التي أجبرت النظام على التراجع وذلك بعد تدمير قرابة عشرين آلية للنظام.
كتيبة الشهيد أحمد الخلف
بتاريخ الثاني والعشرين من شهر أكتوبر 2011 تم تشكيل كتيبة الشهيد أحمد الخلف تكريما للشهيد المنشق الملازم أحمد الخلف، وهي أول تنظيم عسكري بمحافظة درعا ضمت مئات المقاتلين ولم تكن تملك إلا بنادق الكلاشنكوف والأسلحة الخفيفة[28].
أهم أعمالها: الهجوم على أرتال لقوات النظام بين بلدة تسيل ومدينة نوى 2011/10/25م، والهجوم على باصات الأمن والشبيحة في مدينة ازرع وعددها أكثر من 15 باصاً، وقد بلغ عدد قتلى قوات الامن والشبيحة قرابة ال 200 قتيل، كما فجرت دبابة بتاريخ 2012/08/23م وسيطرت على رتل عربات متنوعة وحاملات صواريخ في 2012/09/01
كتيبة العمري
بتاريخ (2011/09/30) أٌعلن عن تشكيل كتيبة العمري من الجيش الحرّ في المدينة، وأخذت الكتيبة على عاتقها مهمة حماية المظاهرات السلمية من قمع النظام[29]، حيث استمدت اسمها من المسجد العمري، تشكلت في الريف الشرقي من المحافظة، لتتحول لاحقا في تشرين الثاني /2012 الى لواء العمري بقيادة النقيب قيس قطاعنة وضمت عدداً من الضباط المنشقين.
يعتبر الهجوم على حواجز خربة غزالة وتأمين عدد من المنشقين أهم اعمالها، بالإضافة إلى خوضها معارك عنيفة ضد قوات النظام في منطقة اللجاة، وإعلانها محررة بالكامل في تاريخ 2012/06/06.
كتيبة شهداء اليرموك التي تحولت الى لواء شهداء اليرموك
إحدى فصائل الجيش الحر التي تشكلت في الريف الجنوبي الغربي (حوض اليرموك) بتاريخ 2012/08/26
بقيادة ابو علي البريدي شيخ دعوة السلفية الجهادية للقتال في العراق والملقب ب "الخال"، ويقول الداعية في حزب التحرير عبيدة القاسم في مقابلة مع المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام[30] "إن البريدي كان رفيق سجنه، وكان يدعو دائما من أجل الذود عن أعراض المسلمين، وما إن بدأ العمل المسلح حتى قام البريدي "بتشكيل كتيبة شهداء اليرموك العاملة في حوض اليرموك مع ثلة من أصحاب الفكر السلفي الجهادي.
وبعد تحول الكتيبة إلى لواء ومقتل قائده البريدي بتفجير أحد مقاتلي “جبهة فتح الشام” (جبهة النصرة سابقا) نفسه في اجتماع لقادة الصف الأول في لواء شهداء اليرموك (بتهمة مبايعة اللواء لتنظيم الدولة) في بلدة (جملة) معقل اللواء في منطقة حوض اليرموك غرب درعا تم تعين الفلسطيني الأردني "أبو عبيدة قحطان[31]" قائدا للواء.
تتمثل أهم أعمالها بالهجوم على حواجز النظام في حوض اليرموك والسيطرة على 11 دبابة بالإضافة إلى عدد من الآليات، كما اشتركت في معارك تحرير القنيطرة ، ليشتهر اسمها بعد ان قامت باعتقال عناصر "قوات الأندوف" في معبر القنيطرة مع الجولان المحتل في منتصف 2014.
دخول الفصائل الإسلامية وأثرها على الجيش الحر:
رافق مراحل تشكل الجيش السوري الحر الذي يمكن اعتبار تشكيل “المجلس المؤقّت العسكري”، وتعيين رياض الأسعد رئيسًا له أوّلها ... هي في الحقيقة محاولات لرسم السياسات العسكرية وصولًا إلى إسقاط النظام، كل ذلك رافقه النموّ الواضح لنفوذ كتائب ذات توجه إسلامي سلفي، بدأ يظهر لاحقا تصاعد التنافس وحدّته العالية بين الكتائب الإسلامية المُشكّلة حديثًا والمجالس العسكرية التي تشكلت قبلها بمدة[32] ،التي امتاز عملها بالصبر الاستراتيجي في تلك المنطقة (درعا) كونها تعد ثكنة عسكرية كبيرة تحتوي على عدد كبير من القطع العسكرية، بحكم التراكم التاريخي لتشكيل الفرق العسكرية في المنطقة باعتبارها منطقة مواجهة أمامية مع إسرائيل، على مدار أكثر من نصف قرن من التأسيس والإنشاء، وهو ما شكل تعقيدا كبيرا أمام الثوار، في المراحل الأولى من الثورة، نظرا إلى الإمكانات البسيطة والبدائية لديهم[33].
وينتشر في درعا نوعان من التنظيمات الإسلامية:
جبهة فتح الشام: "جبهة النصرة سابقا" تنظيم جهادي سلفي كان يتبع لتنظيم القاعدة، قبل الانفكاك عنها آواخر2016 وتغيير الاسم إلى جبهة فتح الشام، وظهرت الجبهة في درعا مطلع 2012م وتبنت مجموعة من التفجيرات، وبحسب الناشط الإعلامي حاتم الزعبي عضو وكالة جنوب برس في مقابلة له مع المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام[34] فإن جبهة فتح الشام دخلت درعا أواخر عام 2011م عن طريق الحدود الأردنية ممثلة بشخصيات قيادية في صفوفها أبرزهم القيادي البارز في تنظيم القاعدة "مختار الأردني" الذي قتل أثناء معارك مثلث الموت، و"أبو أحمد أخلاق" فسلطيني الجنسية، و "أبو جليبيب" أردني الجنسية، وأقاموا في بلدة اليادودة، لينتقلوا بعدها إلى بلدة معربة في الريف الشرقي و يؤسسوا أولَ معسكراتهم فيها، بعد أن أصدرت في 24 كانون الثاني 2012 بيانًا طلبت فيه من السوريين حمل السلاح ضد النظام.
تتميز الجبهة بتنظيم عالي الدقة ولاقت أول دخولها قبولا إيجابياً في الوسط الثائر في درعا الذي رفض تصنيف الولايات الأمريكية المتحدة لها على أنها منظمة إرهابية، ويرجع سبب رفضهم للقرار الأمريكي وقبولهم للجبهة ازدياد تنكيل النظام بالشعب الثائر وشاركت الجيش الحر معظم معاركه في المنطقة.
وحركة المثنى الإسلامية التي تتبنى الفكر الجهادي السلفي المحلي حيث رفضت ضم المهاجرين إلى صفوفها لحرصها على أن تبقى ذات طابع وطني، بحسب أسامة الوادي أحد شرعييها[35]، ونشأت الحركة بداية ككتيبة صغيرة لا يتجاوز عدد مقاتليها /50/ في درعا البلد معظمهم من حملة الشهادات الجامعية والشريعة الإسلامية ومن أصحاب الدعوة السلفية للجهاد في العراق، لتتحول بعد انضمام عدد كبير من المقاتلين إلى صفوفها إلى حركة المثنى الإسلامية ويتجاوز عددها /1500/ مقاتل.
وتحصل الحركة بحسب الوادي على مستلزماتها من مصدرين، يتمثل الأول في الغنائم من المعارك، والثاني عن طريق داعمين خاصين بالحركة، وتمتلك /11/ دبابة من طراز "ت"52 و "ت72"، وعدداً من الصواريخ م / د، وطائرة استطلاع تم إسقاطها في معركة الشيخ مسكين في الشهر الأول من عام 2016 قبل أن يبدأ الاقتتال بينها وبين جيش اليرموك الذي اتهمها بعدة حالات خطف أبرزها وزير الإدارة المحلية يعقوب العمار، أثناء عمله كمحافظ لمجلس محافظة درعا الحرة[36].
نفذت الحركة أعمالها في كل من: قطاع درعا البلد، والريف الشرقي في بلدات كحيل والجيزة وصيدا. والريف الغربي في كل من قرية الشيخ سعد ومساكن جلين، ومنطقة الطيرة، بالإضافة إلى القاطع الشمالي وهو الأهم "مدينة الحارة و مثلث الموت".
إلا أن اعتقال العقيد أحمد النعمة، قائد المجلس العسكري في محافظة درعا، وقائد جبهة ثوار جنوب سوريا، في 2014/05/03م. على يد النصرة أشعل الشرارة الأولى لانقسام حاد بدأت نتائجه تتفاعل بين صفوف الجيش الحر وأنصاره، وبين التنظيمات الجهادية السلفية وحلفائها[37]، تلا ذلك أن بدأت جبهة فتح الشام (جبهة النصرة) تسعى لفرض سيطرتها على المناطق المحررة من خلال إنشاء محاكم خاصة بها، وكانت أبرز محاكمها محكمة الكوبرا في ريف درعا الشرقي، لتهدف من وراء ذلك إلى فرض نفوذها بشكل تام على المحافظة في العام 2014 من خلال إقصاء قادة المجلس العسكري بدرعا الذي كانت تتبع له جميع تشكيلات الثوار في المحافظة ومن خلال فرض سلطة قضائية لها.
وظل الأمر يتطور إلى أن أعلنت فصائل "الجبهة الجنوبية" في شهر نيسان عام 2015، رفضها التام لأي تقارب عسكري أو فكري، مع تنظيم الدولة أو جبهة النصرة أو الفصائل المقربة منها[38]، سواء في درعا أو في عموم الأراضي السورية، ورفضها التنسيق معها، وبالمقابل ردت الفصائل المصنَّفة "إسلامية" بتشكيل ما عُرف بـ"جيش فتح الجنوب" في محاولة لتكرار سيناريو الشمال، واستقطاب فصائل ثورية إلى صفوفها كما في الشمال، ما يمكن اعتباره أنه أثر على مجريات الانتصارات السريعة التي حققها الجيش السوري الحر على جبهات درعا والقنيطرة.
أهم المعارك في مدينة درعا:
معركة السيطرة على المشفى الوطني في مدينة جاسم: في الشهر الأول من العام 2014م بعد تفجيرات واشتباكات قتل فيها ما يصل إلى مائة من الجنود النظاميين[39]، وشاركت الجبهة "فتح الشام" بعدد كبير من المقاتلين الانغماسيين والسلاح الثقيل، بالإضافة إلى تنفيذها عملية استشهادية على أسوار المشفى قام بها "أبو قتيبة الجزراوي" وهو سعودي الجنسية، ليتمكن بعدها المقاتلون من الجيش الحر والجبهة من الدخول إلى المشفى[40].
تحرير كتيبة الدبابات في الشيخ سعد: بتاريخ 2014/07/15م، حيث شاركت حركة المثنى الإسلامية إلى جانب فصائل الجيش الحر المعركة كمجاهدي حوران وكتيبة أبو عبيدة بن الجراح، وتعتبر الكتيبة نقطة عسكرية مهمة لقوات النظام تقع جنوب مدينة نوى وتقطع معظم الطرقات بين المدن والبلدات المجاورة لها، وتمت تسميتها بمعركة بدر القصاص[41].
معركة الفجر وليال عشر: في 2014/10/05م شنت فصائل الجبهة الجنوبية بالاشتراك مع حركة المثنى الإسلامية هجوما واسعا على منطقة تل الحارة الاستراتيجي في المنطقة الواقعة بين الريف الشمالي الغربي لمحافظة درعا والريف الشرقي لمحافظة القنيطرة، ويعتبر هذا التل أكبر قاعدة مراقبة "روسية"" [42]في سوريا عموما والجنوب خصوصا قبل الثورة السورية، ونقطة مركزية لميليشيات النظام خلال الثورة، بالإضافة إلى وجود ثلاث قطع عسكرية محيطه به. فمن الشرق (كتيبة الإلكترون والإشارة، وكتيبة الاستطلاع المتقدمة ) ومن الجنوب (سرية الكيمياء)
معركة عمود حوران: أواخر سنة 2013 م ودامت أكثر من شهرين تكبد النظام فيها خسائر بشرية كبيرة، إضافة لتدمير العشرات من دباباته، وتمكن الثوار من تحرير “بصر الحرير” وتعود أهمية بصر الحرير إلى أنها البوابة الأساسية للمنطقة المحررة في ريف درعا الشرقي، وتحاول قوات الأسد السيطرة عليها لفصل البلدة عنن اللجاة شمالاً، وطريق إزرع غرباً، ومدينة السويداء في الجنوب الشرقي، ولإعادة فتح الطريق الحيوي بين درعا والسويداء وتأمينه [43].
معركة قادسية بصرى الشام: بتاريخ 2015/03/22م بين قوات المعارضة وقوات الميليشيا الشيعية التابعة للحرس الإيراني ولحزب الله وشبيحة ما تسمى ”قوات الدفاع الوطني”حيث تعتبر بصرى الشام واحدة من أشهر تجمعات النظام وميليشياته، باغتها الثوار بهجوم مفاجئ أودى بحياة ضابط في صفوف الميليشياتت يدعى علي هاشميان وعشرات العناصر في صفوف النظام ([44]).
يالثارات المعتقلين: أعلن الثوار عن انطلاقها في الأول من نيسان 2015م بهدف تحرير معبر نصيب الحدودي "على الحدود السورية-الأردنية" في ريف درعا الشرقي، وتعد هذه المعركة استكمالا لمعركة "أهل العزم" التي تمكن الثوار من خلالها في الواحد والعشرين من شهر تشرين الأول من العام الماضي من التمهيدد للسيطرة على المعبر بعد تحرير حواجز (جسر "أم المياذن-الطيبة" حاجز المعصرة - حاجز الكازيات) الواقعة على أوتوستراد "دمشق-عمان"[45].
معركة القصاص للشهداء: بدأت في التاسع من تموز2015 بالتعاون بين أبطال المنطقة الجنوبية وألوية الفرقان بهدف تحرير اللواء 52 ميكا في ريف درعا الشرقي، ويعد هذا اللواء ثاني أكبر لواء في الجيش الأسدي القاتل من ناحية العدة والعتاد، يقع في الريف الشرقي لمحافظة درعا ويحاذي ثلاث قرى: مليحةة العطش ـ الحراك ـ رخم [46].
تحرير اللواء (38): بتاريخ 23 آذار 2013م تمكن مقاتلون من جبهة تحرير الشام ولواء اليرموك وكتائب أخرى من السيطرة على قيادة اللواء 38 دفاع جوي الواقع بالقرب من بلدة صيدا على طريق دمشق عمان في محافظة درعا بعد اشتباكات عنيفة استمرت 16 يوما[47]".تم خلالها اغتنام ذخائر متنوعة ومقتل قائد اللواء واطلاق سراح عدد من المعتقلين في سجن سري داخل هذا اللواء.
معركة بشر الصابرين: أطلقها كل من غرفة عمليات فتح الشام، وجيش الإسلام، وجبهة ثوار سوريا، وجبهة أنصار الدين، وألوية قاسيون وألوية الفرقان ليتم خلالها تحرير تل الجابية الاستراتيجي غربي مدينة نوى[48].
ويلاحظ من المعارك التي دارت في المنطقة الجنوبية تطورها وانتقالها من تحرير الحواجز والمخافر الصغيرة إلى مرحلة الهجوم على الثكنات العسكرية وتحرير القرى والبلدات الاستراتيجية كالشيخ مسكين ونوى وكذلك التلال كتل الحارة والجابية، ما مكنها من اغتنام السلاح الثقيل، بالإضافة إلى اشتراك الفصائل المتواجدة في المنطقة بغض النظر عن ايديولوجياتها.
نشوء تنظيم الدولة الإسلامية في درعا:
في أواخر تشرين الثاني من العام 2014م وصلت أنباء عن أرتال كبيرة لـ”تنظيم” الدولة الاسلامية في منطقة بئر قصب في الجهة الشمالية للسويداء ودرعا معاً، ما دفع مصادر في جبهة فتح الشام إلى الإعلان عن إرسالها تعزيزات عسكرية كبيرة إلى الحدود الشمالية الشرقية من منطقة اللجاة في درعا والمتاخمة لمنطقة بئر قصب التي تشهد تواجداً لـ”تنظيم” الدولة الإسلامية منذ فترة طويلة وإن اقتصر الأمر فيها على عدد وعتاد محدود.
كما أنها تشهد تواجداً أوسع لجيش الإسلام، ودارت بينهما اشتباكات على خلفية مبايعة إحدى المجموعات الموجودة في المنطقة لتنظيم الدولة الإسلامية والتي تسمى بمجموعة "المكحل" قضى خلالها عدد من افراد جيش الإسلام وتم أسر أعداد أخرى منهم ومن أحرار الشام كذلك بيد "تنظيم" الدولة الإسلامية وسيطر الأخير على عدد من الأسلحة بينها دبابة لجيش الإسلام ما سبب حالة من التخوف في صفوف فصائل درعا من حالات مبايعة جماعية لتنظيم الدولة الإسلامية قد تقوم بها مجموعات من الفصائل العسكرية فور وصول التنظيم للجنوب ولأسباب مختلفة[49].
وأعلن لواء شهداء اليرموك في حوض اليرموك مع بدايات عام 2015 بيعته لتنظيم الدولة، كما برز جيش الجهاد في ريف القنيطرة المبايع للتنظيم، واستمرت المعركة ضد اللواء المبايع للتنظيم لسنة كاملة؛ حيث أطلق جيش فتح الجنوب العمليات ضده في شهر تموز من عام 2015، وشارك في العمليات جيش اليرموك أكبر فصائل الجيش الحر بالمنطقة، ولا تزال المعارك مستمرة؛ ودخلت حركة المثنى على الخط وبايع من بقي منها شهداء اليرموك، ليتحصنوا في معاقلهم الأخيرة في بلدات "الشجرة وعين ذكر ونافعة وجملة والقصير"[50]، في حين تمكنت فصائل أحرار الشام وجيش الإسلام وجيش اليرموك من إنهاء جيش الجهاد في شهر أيار من عام 2015.
المبحث الرابع- الوضع الحالي في درعا:
تعرضت مدينة درعا، مهد الثورة السورية، إلى أقسى أشكال العقاب الجماعي من قبل النظام السوري، فلم يقتصر عقابه لها على القصف اليومي بالصواريخ والبراميل المتفجرة والحصار واستهداف الخدمات الأساسية في المدن الخارجة عن سيطرة النظام، كخدمات الماء والكهرباء والاتصالات، بل تعداه إلى العبث ببنية الشعب السوري بهدف ضمان استمراريته، أو محاولته من خلال هجومه المدعوم من إيران وميليشيا حزب الله دفع مقاتلي المعارضة المعتدلين إلى أيدي الجماعات المتطرفة كي يمكنه وصف حربه الوحشية ضد مدنيي المدينة على أنها مكافحة للإرهاب، وغيرها من أساليبه الأمنية.
استخدام ورقة الأقليات لتشويه صورة الثورة في درعا (محاولة زرع الفتنة الطائفية بين أهالي درعا والسويداء):
تعد الطائفية أحد أهم أركان سياسة نظامي الأسد الأب والابن، حيث جند نظام بشار الأسد أدواته وقواته لتحويل النضال المطلبي الذي ظهر في سوريا مطلع العام 2011م، إلى صراع طائفي بغية حرفة عن مساره وصولاً إلى إفشاله، فعمل منذ البداية على خطين متوازيين لإنهاء الحراك الشعبي الذي قام من أجل المطالبة بالحرية والكرامة، فاستخدم النظام ميليشيا الجيش والقوات الأمنية بوحشية للقضاء على الحراك، كما قام بتعبئة طائفية غير مسبوقة مع التركيز على الأقليات والتي كان لها مشاركة محدودة في الثورة من أجل الوقوف معه ضد (الإرهاب).
وبما أن السوريين اعتادوا على أن يخرجوا في بداية الثورة من مساجدهم كونها المكان الوحيد الذي يتيح التجمع لأكبر عدد من المواطنين إلا أنهم لم يعتادوا على خطب ذات طابع طائفي صعد بها الشيخ عبد السلام الخليلي في جمعة العزة أحد منابر مدينة الحراك بريف درعا الشرقي الذي بدأ الخطبة بأسلوب حماسي وسرعان ما انتقل للحديث عن (المفاسد في السويداء) وعن مخططات تتم في السويداء لاستهداف مجتمع درعا المحافظ، ما أصاب الجميع بالذهول واستغربوا من حديث الشيخ التي اختفى على الفور عقب انتهاء الصلاة، تلا ذلك انتشار آلاف من النسخ لخطبة الشيخ في شوارع محافظة السويداء بعد ساعات فقط، ليتبين فيما بعد بأن الشيخ هو (عبد السلام الخليلي) أحد الموظفين بمكتب اللواء رستم غزالي[51]، وحمل وجهاء محافظة درعا مجموعة من الوثائق للوجهاء في السويداء ليتمكنوا من تجاوز أولى محاولات النظام لزرع الشقاق.
وواجه النظام التصرف الاجتماعي المسؤول من قبل الوجهاء من كلا الطرفين ليبدأ باستخدام مجموعات تعمل لحسابه تنشط في المناطق الفاصلة بين المحافظتين لتنفيذ التفجيرات تارة، أو الخطف والخطف المتبادل ودعمها بنشر الشائعات في كلا المنطقتين، كالترويج بزج أبناء السويداء في الصفوف الأمامية في عمليات الاقتحام التي كانت تستهدف مناطق درعا الثائرة، بهدف توجيه رسائل بأن أبناء السويداء هم من يقاتلون على جبهات محافظة درعا، بهدف جر ثوار درعا لعمليات انتقامية في محافظة السويداء، وانتشار عشرات عمليات الخطف في المنطقة في الفترة الفاصلة بين عامي 2012 – 2013،منها خطف رجال دين، كخطف خوري بلدة صما غرب السويداء مطلع العام 2013، والذي كان من أوائل من استقبل المهجرين من محافظة درعا، وكانت الكنيسة سباقة بتقديم الدعم الإغاثي للأهالي[52].
واستخدم النظام هذه الورقة وفقا لظروفه وحاجته إليها في المنطقة مدا وجزرا، وفي كل مرة تقع فيها مثل هذه الحالات يقوم الجيش الحر بالتنسيق مع "شرفاء السويداء" بوضع حواجز لتفتيش السيارات الداخلة والخارجة من السويداء للحد من ظاهرة الخطف، فمثلا عندما تم خطف عنصرين من مليشيات الشبيحة التابعة للنظام السوري، المعروفة باسم "الدفاع الوطني"، من محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية، من قبل مجهولين، وتبع ذلك اختطاف ستة شبان من محافظة درعا. هم تحديدا من القرى المجاورة للسويداء كالمليحة الشرقية وأن البعض منهم كانوا ممن يسكنون في السويداء أقام الجيش السوري الحر حاجزا على مدخل المليحة الشرقية التي تعد الطريق الوحيد للسويداء، درءاً لأي حالات اختطاف غير مبررة لمدنيين، ليفوت على النظام محاولاته لإشعال الفتنة بين المنطقتين[53].
وتجددت أواخر العام 2016م عمليات الخطف المتبادل بين محافظتي السويداء ودرعا، إثر اختطاف ثلاثة من عمال شركة الكهرباء بالسويداء بالقرب من ريف درعا الشرقي، تبعها عمليات خطف متبادل وإغلاقٍ للطرق الواصلة بين المحافظتين[54]، إلا أن معظم هذه الحالات كان مصيرها الفشل في تحقيق ما يربو إليه النظام على الرغم من الاندفاع إلى الانتقام في صفوف الشباب الحامل للسلاح الذي كان ولا يزال يعمل على تهدئته كل من وجهاء حوران وشيوخ العقل في السويداء.
توزع القوى و السيطرة لكافة أطراف النزاع:
ينتشر في مدينة درعا وريفها ثلاث قوى تتمثل بـ"فصائل الجيش الحر - الفصائل الإسلامية - قوات النظام والميليشيات الحليفة له" وقد حافظت قوى الثورة في درعا على تقدمها العسكري دون أي انتكاسات حتى أن العمليات العسكرية من درعا طرقت أبواب الغوطة الغربية ومدينة دمشق في معارك ريف درعا الشمالي
في معركة الطريق إلى دمشق (تحرير بلدة دير العدس)التي تبعد 35 كم عن العاصمة دمشق بمشاركة كل من الفصائل (حركة مجاهدي الشام.فرقة الحمزة.لواء شهداء الامة- الفوج 64 مشاة التابع لفرقة تحرير الشام.- لواء شهداء دمشق) لتكون مفتاح الطريق إلى خان الشيح وزاكيه وكناكر ومن ثم إلى داريا المحاصرة ليصبح فك الحصار عن ريف دمشق وتحديدا داريا أمرا وشيكا إذا ما استكمل الثوار لما بعد دير العدس[55]، وتصل نسبة الأراضي المحررة قرابة ال 70 % من درعا[56].
وفي شهر آذار من العام 2015م شنت قوات النظام بمشاركة إيرانية وميليشيا حزب الله معركة جديدة في الجنوب السوري بهدف السيطرة على مثلث الموت، المنطقة الواصلة بين أرياف درعا والقنيطرة ودمشق
ولضمان عدم وصول ثوار درعا إلى محيط العاصمة دمشق وبعد شهرين من المعارك المتواصلة نجحت القوات الإيرانية وقوات النظام بفرض أمر واقع على ثوار الجنوب السوري، وتمكنت من تقطيع أوصال المحافظات الثلاثة بالسيطرة على كل من (بلدة تل العدس – تل مرعي – تلول فاطمة) وغيرها من المناطق التي كانت قد حاولت اقتحامها أكثر من 27 مرة، وتنخفض بذلك مساحة سيطرة الفصائل على المناطق المحررة وخاصة في المنطقة الشمالية لدرعا إلا أن خسائر كبيرة تكبدها النظام وحلفاؤه، سواء على مستوى القيادات العسكرية والأفراد أو العتاد المستخدم[57].
أدى التدخل العسكري الروسي وكثافة الغارات الجوية التي نفذها وقذائف المدفعية والصواريخ إلى سقوط مدينة الشيخ مسكين بيد قوات النظام بتاريخ 2016/01/24م، وبلدة عتمان 2016/02/05م، وتراجعت نتيجة لذلك نسبة سيطرة فصائل المعارضة السورية وتزداد على حسابها مناطق سيطرة قوات النظام والميليشيات الطائفية متضمنة أهم المدن في درعا التي تقع فيها الثكنات العسكرية للنظام (ازرع و الصنمين والشيخ مسكين)، بالإضافة الى درعا المحطة، جباب، خربة غزالة، وأوتوستراد دمشق عمان.
وكان للمواجهات التي وقعت مطلع العام 2016م بين كل من قوات الجيش الحر وجبهة فتح الشام وحركة أحرار الشام من طرف، وفصائل "لواء شهداء اليرموك و جيش المجاهدين وحركة المثنى الإسلامية" المحسوبين على تنظيم الدولة من طرف آخر، سببين:
1- الخلافات بين جبهة فتح الشام وجيش المجاهدين بقيادة أبو مصعب الفنوصي في ريف القنيطرة عندما قَتلَ أبو مصعب /3/ قياديين من عناصر جبهة فتح الشام أثناء توجههم لمعركة تحرير مدينة خان أرنبة في (2015/05/27)، حيث يعتبر جيش المجاهدين من حلفاء لواء شهداء اليرموك، ونتيجة لذلك بدأت جبهة فتحح الشام وحركة أحرار الشام بقتال لواء شهداء اليرموك والذي اتهمته فتح الشام بمبايعة تنظيم الدولة الإسلامية[58].
2- الاقتتال الذي حصل بين جيش اليرموك وحركة المثنى على خلفية اعتقال يعقوب العمار محافظ درعا الحرة.
وكانت من نتائج هذا الاقتتال : أ - سقوط مدينة الشيخ مسكين.
ب - توقف الجبهات والأعمال القتالية في درعا.
وتوزعت مناطق السيطرة في المناطق المحررة كما يلي:
1- فصائل الجيش الحر وجبهة فتح الشام وحركة أحرار الشام تنتشر في الريف الشرقي بالكامل والغربي عدا حوض اليرموك على مساحة مقدارها 45 % .
2- الفصائل المحسوبة على تنظيم الدولة وعُرفت بجيش خالد بن الوليد (الذي نتج عن اتحاد لواء شهداء اليرموك وحركة المثنى الإسلامية) تسيطر على نسبة 15% وذلك حسب ما نشره تجمع أحرار حوران.
الخلاف الإيديولوجي بين الفصائل:
نظرا لتعطش الغالبية العظمى من الثائرين في سورية لاسترداد الهوية الدينية التي حاربها نظام الأسد طيلة سنيِّ حكمه مادفع إلى إعطاء طلاب العلم الشرعي والخارجين حديثا من سجون النظام لأسباب دينية مكانة بارزة، وهو ما جعل خطاب تلك الشخصيات الشرعية مسموعًا، وتطور الأمر فيما بعد عند وصول تلك الشخصيات لمراكز قيادية عليا، واستحوذت المعركة الفكرية والمنهجية مع المخالفين على أولوية قد توازي في كثير من الأحيان أولوية قتال النظام، وتحوَّلت تلك الخلافات بكثير من الحالات إلى اقتتال، ظاهره الخلاف الفكري والايديولوجي وباطنه حب السلطة وبسط النفوذ أو السيطرة على الموارد.
وبعد ظهور الجماعات الإسلامية ذات التوجهات الإيديولوجية المختلفة بدأت تطفو على السطح ملامح الصراع فيما بينها من جهة، وفيما بينها وبين الفصائل المحلية من جهة ثانية ، فاعتبرت الفصائل المحسوبة على تنظيم الدولة الاسلامية أن كل من لا يسعى لإقامة دولة إسلامية على منهاج الخلافة وتطبيق الشرع بحذافيره هو مرتد كافر، ما اعتبرته جبهة فتح الشام وأحرار الشام غلواً في الدين وتعصباً لفكرة، واعتبرتهم خوارج وبدأوا بالقتال ضدهم، وشاركتهم فصائل الجيش الحر بعد أخذ الفتاوى بالقتال ضدهم والتحريض من أجل الحفاظ على أرواحهم، سبَبَ هذا الأمر اندلاع الاشتباكات بين جيش "خالد بن الوليد" الذي يضم لواء شهداء اليرموك وحركة المثنى الاسلامية وجماعة المجاهدين المحسوبين على تنظيم الدولة الإسلامية من جهة، وتحالف فصائل دار العدل الذي يضم الجبهة الجنوبية وجبهة فتح الشام وحركة أحرار الشام وجند الملاحم من جهة أخرى.
وفي تموز من العام 2016م كانت منطقة حوض اليرموك مسرحاً لها بعد إرهاصات شهدتها المنطقة على خلفية اتهامات متبادلة بين الطرفين.
حيث تقدم تحالف جيش خالد بن الوليد ليسيطر على مناطق واسعة منها بلدات تسيل وسحم الجولان ويحاول التقدم نحو بلدة حيط، قبل أن يستعيد تحالف فصائل دار العدل السيطرة على البلدات ويعود جيش خالد بن الوليد إلى مواقعه الأولى قبل بدء الهجوم على حاجز العلان قرب سد سحم الجولان وعلى أطراف بلدة عين ذكر، نتج عنها مقتل/196/ مقاتلاً من الطرفين على الأقل خلال ثلاثة أشهر من الاشتباكات[59]، إلا أن الاشتباكات تجددت يوم الثلاثاء 29 تشرين الثاني 2016م، بين فصائل “الجيش الحر” و “جيش خالد بن الوليد” في منطقة حوض اليرموك بريف مدينة درعا، في محاولة من “الحر” لاقتحام المناطق التي يسيطر عليها “جيش خالد”.
وأصدرت فصائل “الجبهة الجنوبية” في المنطقة بيانًا دعت فيه سكان حوض اليرموك للابتعاد عن المقرات العسكرية، لـ ”جيش خالد”، واعتبارها “هدفًا مشروعًا للفصائل”، وتوعدوا بتخليص سكان المنطقة من “ممارسات الجيش” على مدى السنوات الماضية[60].
أما الخلاف مع جبهة فتح الشام التي تعتبر حليفا لفصائل الجيش الحر ضد تنظيم الدولة بدأ في مدينة الحراك في الريف الشرقي لدرعا بعد أن أعدمت الشاب شعلان التركماني أحد افراد الجيش الحر بتهمة الانتماء لتنظيم الدولة، بعد أن اعتقلته لمدة شهر، ما أدى إلى خروج المظاهرات الضخمة في مدينة الحراك التي طالبت بالقصاص لشعلان[61]، و دعوة الجبهة للخروج من المدينة التي تحمل الطابع العشائري الذي لا يواجه.
انعكس كل ذلك سلبا على جبهات القتال وانتشار الاقتتال الداخلي بين الفصائل المنتشرة في البلدات حيث وقع خلاف على سبيل المثال في الشهر السابع 2016 بين مدينتي انخل و الحارة، عندما أراد أحد القادة من مدينة إنخل أن يبسط سيطرته على مدينة الحارة، مما أدى إلى اقتتال عنيف بين فصائل الحارة و فصائل إنخل، أدى لسقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الطرفين، كما يعتبر الكثيرون من نشطاء المدينة أن الاقتتال الداخلي هو السبب الأبرز لسيطرة قوات النظام على مدينة الشيخ مسكين بتاريخ 2016/01/24م.
أ - أعمال الجيش الحر
تعد "الجبهة الجنوبية" في سوريا من أكثر الفصائل العسكرية التي استطاعت توظيف الدعم اللوجستي، بمكاسب كبيرة على الأرض الأمر الذي زاد في شعبيتها، وتتابعت إنجازات تشكيلات الثوار على مدار عامين ونصف فتمكنوا خلالها من التفوق على قوات النظام وميلشياته في عشرات المعارك، واستطاع الجيش الحر السيطرة على ما يقارب 70 بالمئة من محافظتي درعا والقنيطرة، بحسب بشار الزعبي قائد جيش اليرموك [62].
كما عملت قوات المعارضة السورية في الجنوب على تحرير الكتائب والمدن والوصول إلى أبواب الغوطة الغربية حتى أصبحت المنطقة مفتوحة من الأردن إلى كناكر مرورا بدير العدس، والمشاركة في تحرير المناطق الخاضعة للنظام في مدينة القنيطرة بتاريخ 2016/09/11م عندما شنت فصائل مدينة درعا هجوما واسعا بالاشتراك مع فصائل القنيطرة من أجل فتح الطريق تجاه مزرعة بيت جن في الغوطة الغربية وبعض النقاط العسكرية المحيطة بها في معركة قادسية الجنوب[63].
ويعتبر تل الحارة الاستراتيجي الذي يضم قاعدة التنصت الروسية (SIGINT) التابعة للمخابرات الروسية (GRU) من أهم النقاط التي عمل الثوار على تحريرها في المنطقة الجنوبية[64].
ب-دور غرفة العمليات الدولية الموك في تجميد الجبهات:
شكلت دول أصدقاء سورية بعد القرار الذي أعلنته وزارة الدفاع الأمريكية بتوجيه ضربة عسكرية لقوات النظام السوري بسبب استخدامها السلاح الكيماوي 2013م غرفة العمليات العسكرية المشتركة (الموك MOC) وهي اختصار لـ (Military Operation Cooperation) وضمت بريطانيا وفرنسا ودول عربية أهمها السعودية والإمارات والأردن لدعم (الجبهات الجنوبية، بالإضافة لتنسيقهم مع الائتلاف الوطني) برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية من أجل إدارة العمليات العسكرية في الجنوب السوري الأقرب إلى العاصمة.
وضمت الغرفة كل فصائل الجيش الحر ضمن اتفاقية الجبهة الجنوبية أواخر العام 2013م، حيث تقدم غرفة العمليات المشتركة «الموك» الدعم لكتائب الجيش الحر ذات الطابع المعتدل، ماليا، ويشمل الدعم غالبية متطلبات أي تشكيل عسكري من الدعم بالسلاح، كتزويد كتائب الجيش الحر بصواريخ التاو الأمريكية المضادة للدروع وتذخير المعارك التي تطلقها كتائب الحر من ذخيرة الرشاشات الثقيلة وصولا لقذائف الهاون والدبابات.
كما تلتزم غرفة العمليات بتزويد كتائب المعارضة (جيش اليرموك - أحرار العشائر -مجاهدي حوران -لواء شهداء الحارة -الفرقة 46 مشاة - لواء الحسن بن علي - أبابيل حوران ...) بالرواتب الشهرية للمقاتلين وتقديم سلال غذائية بشكل دوري. وتلتزم مقابل ذلك غالبية الفصائل العسكرية المعارضة المعتدلة، بخطوط عريضة تقترب من أهداف الثورة السورية وتلامسها، وهي مكافحة الإرهاب وتمدده، وإنشاء دولة مدنية في سوريا، ونبذ الطائفية بكافة إشكالها وحماية الأقليات الدينية والعرقية في سوريا، والإقرار بحق كامل السوريين بتحديد مصيرهم[65]، بالإضافة إلى إقامة دورات عسكرية في الأردن لمقاتلي الجيش الحر، وذلك على غرار ما قامت به روسيا وإيران تجاه النظام، من دعم من عدة وعتاد.
وعلى الرغم من الانتصارات الكبيرة التي أحرزتها فصائل المعارضة السورية نظرا لما حققته غرفة الموك من توحيد لأقنية الدعم الدولي لكتائب الجيش الحر وضبطها والعمل على توزيعها، وهو ما ساعد على تقارب فصائل الجيش الحر بعد توحد الجهات الداعمة لها، إلا أن البعض يرى فيها أنها تعمل على اختبار الفصائل وتدريبهم ليكونوا قاعدة لبناء دولة سوريا الحديثة وتعمل على زيادة الدعم تارة وإيقافه تارة أخرى، حتى لا يحقق الثوار تقدما كبيراً في المنطقة، لهذا انسحب القيادي في حركة أحرار الشام الإسلامية من الغرفة لأن الغرفة بحسب رأيه تريد دمى، ومعلناً ما قاله مندوب الاستخبارات الأمريكية بأحد الاجتماعات، "لن نسمح لكم بالعمل دون استشارتنا". وأن للغرفة خطوطاً حمراء يجب عدم تجاوزها.
وعدم اتخاذ قرار معركة أو تنفيذها إلا بعد أخذ الموافقة من الغرفة عن طريق ممثلي الفصائل .وتنفيذ الأوامر بالتقدم أو الانسحاب من أي منطقة دون أي تذمر أو رفض[66].
والأمر نفسه أكده القائد الميداني في لواء طلحة والزبير "علاء قنبس" في مقابلة مع المؤسسة السورية[67] للدراسات وأبحاث الرأي العام أنه عند اقتحام تل قرين في مثلث الموت والسيطرة على أولى المساتر واستخدام صواريخ الكورنيت وإعطاب عدد من الآليات، أتى الأمر من ممثلي الفصائل في الاردن في عمانن بالانسحاب، وبدوره القائد"عماد السعدي" في لواء أبو عبيدة بن الجراح قال في لقاء خاص للمؤسسة [68] السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام إنه عند فتح أيي عمل عسكري يبدأ العمل بالأسلحة الثقيلة لفترة قصيرة جداً ومن ثم تختفي بعد أن يتم التواصل مع ممثلي الفصائل في الغرفة مع القادة على الأرض لتتوقفف المعركة، أو يتم تحويلها إلى قتال في حوض اليرموك،(أي مع تنظيم الدولة الإسلامية الذي يمثله جيش خالد بن الوليد).
الهدن و المصالحات وتأثيرها على المناخ الثوري العام في درعا:
الهدنة أو المصالحة مع النظام هي إبرام عملية صلح بين قوات النظام من طرف وأهالي البلدة من طرف آخر إضافة إلى فصائل المعارضة السورية التي لا تكون الهدنة معها بطريقة مباشرة إنما عبر وسطاء، ويكون دخولها الهدنة شرطاً من شروط إتمام الهدنة، وهو أسلوب لجأ إليه النظام بعد عجزه وقواته عن استرجاع المدن والبلدات أواخر صيف 2014م، وسقوط ورقة الفتنة الطائفية بين أهالي سهل حوران وجبل العرب.
وسعى النظام جاهداً لإحلال هذه الهُدَن في الجبهة الجنوبية بشكل عام، وفي المناطق التي تؤمن له حماية خطوط الدفاع عن دمشق وأهمها مثلث الموت، بالإضافة إلى حفاظه على أوتوستراد دمشق عمان شريان قوات النظام في درعا المحطة، ومنطقة الجيدور[69] بشكل خاص.
ويلجأ النظام إلى تكثيف الضغط العسكري على المنطقة المستهدفة بالمصالحة حيث عمل على قصف مدينة الحارة بالبراميل المتفجرة والغارات الجوية، الأمر الذي دفع وجهاء البلدة للذهاب إلى رئيس الأمن العسكري بالمنطقة الجنوبية والمسؤول الأول عن ملف المصالحات هناك العميد وفيق الناصر؛ لإبرام اتفاق هدنة ومصالحة في المدينة بتاريخ 2016/06/17م فاشترط عليهم التعهد من قبل أهالي الحارة بعدم مشاركة الفصائل العسكرية بمدينة الحارة بأي عمل عسكري ضد قوات النظام، بالمقابل تتعهد قوات النظام بعدم قصف المدينة[70].
أحد مقاتلي جيش إنخل الموحد "محمد حسين" أكد للمؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام أن النظام كثف من قصفه لمدينة إنخل ما أدى لسقوط عشرات الشهداء من المدنيين. ليبعث بعدها "وفيق الناصر" نريد إبرام هدنة مع أهالي مدينة إنخل و فصائلها العسكرية، شريطة عدم قيامها بأي عمل عسكريي ضد قوات النظام، مقابل التعهد بإطلاق سراح المعتقلين لديه وهو الوتر الذي يلعب عليه النظام مع أبناء المناطق التي يريد أن يبرم هدنة معها ويعمل على تحييد ثوارها عن القتال ضده[71] .
أما عن الهدنة في مدينة داعل وبلدة ابطع والتي عمدت إليها قوات النظام بعد سيطرتها على مدينة الشيخ مسكين، أصبحت المنطقتان محاصرتين شمالًا وجنوبًا، فأفرزت حالة الرعب إلى الواجهة أصواتًا تدعو إلى إجراء “مصالحة” أو “هدنة” مع النظام، تحمي البلدة من هجمة عسكرية تهجر ما تبقى من سكانها، فطلبت من الأهالي رفع علم النظام على المباني الحكومية و داخلها، وعدم السماح بأي نشاط عسكري أو ثوري فيها، مقابل مرور قوافل الغذاء والمحروقات إلى داخلها.
واستغلت ذلك وكالة “سانا” فنقلت أن “العملية جاءت في إطار العمل المتواصل للوصول إلى مصالحة محلية فيها، تتضمن تسليم المسلحين أنفسهم وإعادة الأمن والاستقرار، عبر تمثيلية إعلامية لا قيمة لها، ويأتي الرد من قبل ناشطين في المنطقتين بأن إعلام النظام السوري مازال ينقل صورة مغايرة تمامًا عن الحقيقة على الأرض ويبحث عن مكاسب وإن كانت إعلامية فقط[72].
{أثر الهدن والمصالحات على المناخ العام للثورة}:
على الرغم من حصول العديد من الهدن والمصالحات في مدينة درعا وريفها إلا أن الرأي العام حولها من أبناء المدينة التي عُدت مهدا للثورة يختلف تبعاً لوجهات النظر والعوامل والظروف المحيطة به، وتبعا لذلك ينقسم الرأي حول من يرى في تلك الهدن أنها أودت بتأييد الحاضنة الشعبية للجيش الحر، وتناقص هذا التأييد إلى درجة كبيرة بسبب توقف المعارك على جبهات النظام والتحول إلى الاقتتال الداخلي ضد الفصائل المحسوبة على تنظيم الدولة الإسلامية " داعش".
ويرى آخرون أن "الشعب السوري لا يثق بنظام اعتاد الغدر والخديعة، فبعدما قامت كل من بلدة ابطع وداعل بتوقيع هدنة مع النظام، قام بالتقدم نحوهما حتى سيطر على الكتيبة المهجورة شرق بلدة ابطع دون اي مقاومة تذكر، وبذلك حفظ طريق أوتوستراد دمشق عمان، عدا عن قصفه بالطيران الحربي الذي يستهدف كلاً من البلدتين.
وعمل "النظام" على تكرار غدره كما يروي أحد المقاتلين على جبهة قرية الفقيع: بأن قوات النظام عقدت هدنة مع فصائل مدينة انخل المعروفة بفصائلها العسكرية الضخمة، ولعب على وتر المعتقلين واعداً ذويهم بإخراجهم، بشرط عدم التعرض لقوات الجيش السوري في أي مكان تريد به القيام بعمل عسكري، لتتقدم بعدها قوات الجيش السوري تجاه قرية الفقيع بالقرب من إنخل وتسيطر على تلة العين الحاكمة عسكريا للمنطقة المحيطة، وتسقط بيد قوات النظام منتصف ليلة 2016/12/10م، دون أي مقاومة، وهو ما أكدته وكالة سانا التابعة للنظام[73].
بشكل عام يقوم النظام بين الفينة والأخرى بتسوية أوضاع مجموعة من المطلوبين من غير الثوار، وتتم العملية وسط حملة إعلامية كبيرة تروج إلى أن أهالي حوران يصالحون النظام، والمسلحون هم من يمنعوهم، لأن النظام يريد إيصال رسائل لباقي المحافظات الثائرة بأن الثورة في درعا انتهت، بالإضافة إلى تركز جهوده لزرع الفرقة بين الثوار والأهالي واستغلال هدوء الجبهات في محافظة درعا من أجل أن يوصل رسالة بأن محافظة درعا تسعى للمصالحة، وهذا بعكس الواقع.
خاتمة:
مما سبق يمكن القول إنّ عوامل نجاح الثورة السورية في تحقيق أهدافها التي انطلقت من أجلها تكمن في معالجة الأسباب التي اعتمد "نظام الأسد" عليها في إفشال الثورة وهي:
1- الطائفية واستمالة الأقليات ضد الثورة
2- العشائرية واللعب على استمالة بعضها، ووضع فصائل الثورة في مواجهة بعضها الآخر
3- الإرهاب وسحب الشرعية الوطنية والدولية من الثورة السورية
4- تعدد المرجعيات السياسية والاجتماعية والشرعية، وعدم إيجاد صيغة توافق بنيوية وفكرية جامعة لكيانات الثورة وحافظة لأهدافها
5- الإغراء والإغراق بالسلطة والمال والنفوذ
ورغم أن العودة بالثورة إلى ما كانت عليه عند انطلاقتها فكريا وبنيويا من الأمور الصعبة جدا اليوم، ولكن يبدو أنه ومن خلال ست سنوات من التجربة الثورية في سورية لامجال لاستمرار الثورة قبل انتصارها إلا سلوك هذا الطريق الشائك، فهي ثورة شعبية لكل السورية، لا معارضة ولا إرهاب.
المراجع والمصادر:
[1] - ويكيبيديا – اشتباكات محافظة درعا (13 – 2011 ) https://goo.gl/aUmKZn
[2] - كتاب بعنوان " عشائر درعا "
[3] - أورينت نت – د. عوض السليمان – في الأسباب التي جعلت درعا عاصمة الثورة https://goo.gl/Ztrhu0
[4] - أبو إسماعيل أبازيد – حكاية ثورة - https://www.facebook.com/aboesmael93/posts/593754864040664
[5] - المترجمون السوريون الأحرار - أطفال المدارس الذين أشعلوا الثورة في سورية – أمل هنانو - https://goo.gl/xM1Tes
[6] - العربي الجديد – في مثل هذا اليوم ...أطفال درعا أطلقوا الشرارة – أصيل الزعبي - https://goo.gl/FqXZ8n
[7] - المرجع مكرر رقم (5)
[8] - أول شهيد في الثورة السورية محمود جوابرة - https://www.youtube.com/watch?v=ocKrItJO4B4
[9] - شهبا نيوز – إقالة محافظ درعا - http://www.shahbanews.com/ar/news/view/30637.html
[10] - محيط نت – درعا وسنوات الثورة - مضر الزعبي - http://www.muheet.net/syria-news/90157.html?source=true
[11] - مجزرة الاربعاء الدامي بحق اهالي درعا من ابناء الريف - https://www.youtube.com/watch?v=tcXxwLHJM_M&app=desktop
[12] - BBD عربي – المحتجون في جنوب سورية يشعلون النار في مبان حكومية http://www.bbc.com/arabic/middleeast/2011/03/110320_syria_protests_fire.shtml
[13] - أورينت نت – محمد منصور – درعا حطمت أول تمثال وأثارت جنون ماهر https://goo.gl/Ys6x6a
[14] - القدس العربي – حسام محمد - ضابط منشق يكشف لـ«القدس العربي» أسرار ارتباك النظام عند بدء الثورة في درعا http://www.alquds.co.uk/?p=247954
[15] - BBC عربي - سورية: قتلى خلال تشييع جنازات واستقالة مفتي درعا ونائبين بالبرلمان http://www.bbc.com/arabic/middleeast/2011/04/110423_syria_funerals.shtml
[16] - أورينت نت – مدينتي والثورة 1 درعا بشائر الكرامة https://goo.gl/N5irjo
[17] - المرجع مكرر رقم (14)
[18] - فرانس 24 شاهد عيان 25-4-2011 قصف درعا https://www.youtube.com/watch?v=iIvdvYFvYEw
[19] - ويكيبيديا – حصار درعا - https://goo.gl/HxY27n
[20] - كلنا شركاء – مضر الزعبي – درعا وسنوات الثورة - http://www.all4syria.info/Archive/374090
[21] - المرجع السابق
[22] - انشقاق المقدم حسين الهرموش - https://www.youtube.com/watch?v=3gHP2p3W9gg&app=desktop
[23] - الجيش الحر - عناصر كتيبة درع الوطن تدريب على الرماية https://www.youtube.com/watch?v=-QomheyMxT8&app=desktop
[24] - جيرون – ظاهرة العسكرة و أثرها في الثورة السورية - http://www.geroun.net/archives/68393
[25] - أخبار الآن . درعا في ذكرى الثورة، نجاحات الجيش الحر – عبد الحي الأحمد https://goo.gl/vZdUHY
[26] - بيان تشكيل كتيبة طلحة والزبير - https://www.youtube.com/watch?v=lhFPuM_Q5xc
[27] - الدرر الشامية - كتيبة طلحة والزبير تؤمّن انشقاق 12 عسكريًا بريف درعا http://eldorar.com/node/6501
[28] - المرجع مكرر رقم ( 25)
[29] - ويكيبيديا – الجيش السوري الحر https://goo.gl/VY1GJl
[30] - مقابلة خاصة مع الداعية في حزب التحرير عبيدة القاسم/ وحدة الرصد والمتابعة- المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام.
[31] - Microsyria - كيف يبدو (لواء شهداء اليرموك) بعد عام على اغتيال مؤسسه؟ https://goo.gl/4Z7VMF
[32] - جيرون – مركز حرمون للدراسات – ظاهرة العسكرة وأثرها في الثورة السورية http://www.geroun.net/archives/68393
[33] - الجزيرة نت – ماذا يحصل في جنوب سوريا - https://goo.gl/LhRJvM
[34] - مقابلة خاصة مع الإعلامي حاتم الزعبي عضو وكالة جنوب برس / وحدة الرصد والمتابعة- المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام.
[35] - مقابلة خاصة مع أسامة الوادي أحد شرعيي الحركة / وحدة الرصد والمتابعة- المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام.
[36] - عنب بلدي - جيش اليرموك: حررنا رئيس مجلس درعا من سجون حركة المثنى http://www.enabbaladi.net/archives/61024
[37] - الجزيرة نت – محمد النجار - اعتقال "النعمة" يخلف احتقانا بدرعا وغضبا بالأردن https://goo.gl/hqRPkj
[38] - الجزيرة نت – فصائل معارضة بجنوب سورية ترفض التعاون مع جبهة النصرة . https://goo.gl/LjyXCX
[39] - الجزيرة نت - قتلى واشتباكات بين المعارضة و"الدولة الإسلامية" بحلب https://goo.gl/QUcB4c
[40] - لحظة تفجير وبدء اقتحام وكر الشبيحة في مشفى جاسم بدرعا https://www.youtube.com/watch?v=qEdvlPk7eFA&itct=CA0QpDAYAiITCMXB5P3IgtECFU6UVQodQZoLgDIHcmVsYXRlZEj49pzNkv2IlrIB&hl=ar&client=mv-google&gl=US&app=desktop#watch_actions
[41] - بيان تحرير كتيبة الدبابات في مدينة الشيخ سعد في معركة بدر القصاص https://www.youtube.com/watch?v=2WQC5Ixou3M&fulldescription=1&hl=ar&gl=US&client=mv-google&app=desktop#watch_actions
[42] - رأي اليوم - زهير أندراوس - انباء عن سيطرة الجيش السوري الحر على قاعدة روسيّة في الجولان - http://www.raialyoum.com/?p=162907
[43] - الهيئة السورية للإعلام – عامود حوران من جديد - https://smo-sy.com/2015/04/20/17258/
[44] - معركة قادسية بصرى: تقدم للثوار في مدينة بصرى الشام بريف درعا https://www.youtube.com/watch?v=TD_AycNUjMs
[45] - شبكة شام الإخبارية - تقدم للثوار في معركة "يا لثارات المعتقلين" الهادفة لتحرير معبر نصيب الحدودي https://goo.gl/CQWr5L
[46] - ألوية الفرقان – بدء معركة القصاص للشهداء / اللواء 52/ ميكا ، https://goo.gl/OcLJbI
[47] - http://www.alhurra.com/ سيطرة المعارضين على اللواء 38 دفاع جوي في درعا ومقتل قائده.
[48] تحرير تل الجابية غربي نوى في ريف درعا ضمن معركة بشر الصابرين https://www.youtube.com/watch?v=8BVnhIG3-Qo&app=desktop
[49] - مع اقتراب "تنظيم" الدولة الاسلامية منها ، درعا بين الرعب و الترقب https://goo.gl/T8GZKb
[50] ويكيبيديا – لواء شهداء اليرموك - https://goo.gl/siZnqn
[51] كلنا شركاء – مضر الزعبي درعا والسويداء بين المصالح المشتركة وفتن النظام http://www.all4syria.info/Archive/359572
[52] كلنا شركاء – مضر الزعبي - درعا والسويداء بين المصالح المشتركة وفتن النظام http://www.all4syria.info/Archive/359572
[53] arabi21 مهند الحوراني - عوة حالات الخطف المتبادل بين السويداء ودرعا https://goo.gl/SNaclJ
[54] كلنا شركاء – إياس العمر – اختطاف متبادل بين درعا والسويداء http://www.all4syria.info/Archive/366524
[55] بلدة دير العدس - https://www.facebook.com/namer.shames.horan/posts/341634166003731
[56] موقع الائتلاف الوطني لقوى الثورة السورية – الجيش الحر يسيطر على 70% من مساحة درعا https://goo.gl/2A8yFL
[57] الدرر الشامية - بالخريطة.. مراسل "الدرر" يوضِّح تفاصيل معركة مثلث الموت http://eldorar.com/node/70747
[58] سبوتنيك عربي – اشتباكات بين جبهة النصرة ولواء شهداء اليرموك في درعا https://arabic.sputniknews.com/arab_world/201504301014156631/
[59] مكتب توثيق الشهداء في درعا - أكثر من 190 قتيل في ثلاثة أشهر من المعارك في حوض اليرموك http://daraamartyrs.org/?p=8569
[60] عنب بلدي - اشتباكات بين “الجيش الحر” و”جيش خالد بن الوليد” في حوض اليرموك بدرعا http://www.enabbaladi.net/archives/116445
[61] أخبار الآن - انتفاضة شعبية بوجه جبهة فتح الشام في مدينة الحراك بدرعا https://goo.gl/3YomFM
[62] القدس العربي – مهند الحوراني - الجيش السوري الحر على بعد كيلومترات من خط دفاع دمشق بعد سلسلة إنجازات http://www.alquds.co.uk/?p=276073
[63] موقع سوريات - انطلاق “قادسية الجنوب” بريف القنيطرة بمشاركة فصائل درعا. http://www.souriat.com/2016/09/29671.html
[64] رأي اليوم – زهير أندراوس - انباء عن سيطرة الجيش السوري الحر على قاعدة روسيّة في الجولان http://www.raialyoum.com/?p=162907
[65] القدس العربي - مهند الحوراني - الموك غرفة العمليات الدولية المشتركة التي تقدم الدعم للمعارضة المسلحة المعتدلة http://www.alquds.co.uk/?p=240870
[66] أورينت نت . محمد سيف الدين . غرفة الموك في الجنوب السوري دعم أم تحكم https://goo.gl/5DlFqy
[67] - مقابلة خاصة مع علاء قنبس القيادي في لواء طلحة والزبير/ وحدة الرصد والمتابعة- المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام.
[68] - مقابلة خاصة مع القائد عماد السعدي / وحدة الرصد والمتابعة- المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام.
[69] كلنا شركاء – إياس العمر - ما حقيقة المصالحات في درعا وما المناطق المستهدفة ؟ http://www.all4syria.info/Archive/332880
[70] أنا سبورت - النظام يفرض معادلة البراميل أو المصالحة على أهالي مدينة الحارة بريف درعا https://goo.gl/E5RiSg
[71] - مقابلة خاصة مع مقاتل في جيش انخل الموحد / وحدة الرصد والمتابعة- المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام.
[72] عنب بلدي – محمد قطيفان – مصالحة ابطع بين قيل وقال http://www.enabbaladi.net/archives/67952
[73] سانا – الجيش العربي السوري يعيد الأمن والاستقرار إلى بلدة الفقيع
____________________________________________________________________
(للاطلاع على الدراسة كملف pdf يُرجى تحميل الملف المُرفق أسفل الصفحة)
---------------------------------------------------------------------------------------
الحقوق الفكرية محفوظة لصالح المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام © 2017