الفصائل الإسلامية.. وَهْمُ المشروع وطروادة تدمير الثورة السورية
الفصائل الإسلامية.. وَهْمُ المشروع وطروادة تدمير الثورة السورية
الكاتب: د. محمد خير الوزير
تاريخ النشر: 2020/07/03 م
مقدمة
تفجرت الثورة السورية في خضم حركة الربيع العربي لأسباب اجتماعية وسياسية داخلية عميقة الجذور، ورفعت أهدافها العليا عبر شعارات مُعلنة تتمثل بالحرية والكرامة والعدالة للسوريين كلهم من دون تمييز. واستمدت شرعيتها من عدالتها المبدئية، ومن مواجهتها نظامًا استبداديا يُعامل الشعب بتمييز يقارب التمييز العنصري.
نظرا لعدم تمكن الناشطين الميدانيين في الداخل، الذين برزوا خلال الشهور الأولى السلمية للثورة، من تكوين جسم سياسي وطني يكون ممثلاً سياسيًا للثورة، بسبب استعداد النظام منذ البداية للحلّ الأمني، الذي يقوم عبر استدراج العسكرة والتطرف الإسلامي، وبدأ منذ اليوم الأول يردد منولوج المؤامرة الإرهابية الوهابية الهادفة إلى النيل من نظام تقدمي وعلماني، واستمر في طرح دعايته حتى نجح في تحويلها واقعا حقيقيا، مستفيدا من كل المعطيات التي اشتغل عليها خلال عقود من الاستبداد، بِدءاً من الانقسامات العمودية في سورية، ومرورا بالتحالفات الإقليمية والدولية، وصولا إلى الاستفادة من العناصر الجهادية - مع تحفظي الشديد على التسمية- هذه التسمية الجهادية أو السلفية الجهادية لم تكن موجودة البتة قبل عام 2003 وفي القلب منها الشيء الكثير، لعل الله أن يُيَسِّرَ لي تفنيدها في بحث منفرد خاص؛ والتي وظفها النظام السوري سابقا في العراق، وإطلاق المعتقلين من قياداتهم من سجن صيدنايا العسكري، ودعمه للتطرف الإسلامي مستخدما نظرية اينشتاين، فقام باستدعاء نقيضه من المليشيات الطائفية ومن كل الجنسيات، المرتبطة بالمشروع الإيراني في المنطقة.
أدى غياب أي رؤية للاستراتيجية العسكرية عند فصائل الجيش الحر، بالتوازي مع غياب أو ضعف أي رؤية وطنية لديها، الأمر الذي ظهر من خلال عجزها عن تقديم بديل لإدارة شؤون السكان، الذين ارتهنوا للمحاكم الشرعية، وأهواء قادة الفصائل، كما أدت سياسة الإدارة الأمريكية والغرب لتجفيف منابع دعم الجيش الحر وتسليحه، إلى هروب الكثير من مقاتليه وأحيانا فصائل كاملة باتجاه المنظمات الأكثر تطرفا وأسلمة كـ"النصرة و داعش" اللتين تمتلكان مصادر تمويل وتسليح مستقرة[1]، هذه المعطيات أدت إلى إبعاد كل الحلفاء المحتملين لثورة الشعب السوري، ونجح النظام ومعه روسيا بجرِّ العالم كله، إلى فخّ محاربة الإرهاب، التي غيّرت بالضرورة من طبيعة الصراع كثورة شعبٍ ضد الديكتاتورية، إلى حربٍ أهليةٍ بين النظام وقوى الإرهاب، المصنفة على أنها الأخطر على العالم أجمع، بعدما ضربت في باريس وبرلين وعواصم أخرى من العالم.
وبالتالي تمكّن النظام بمساعدة داعميه، خاصة الروس، وأصحاب الدعوات السلمية من اليسار الداخلي "الموالي والمعارض" والعالمي على تحويل الثورة التي تنشد الكرامة والحرية إلى معركة مع الإرهاب الذي تمثله الحركات العسكرية الإسلامية، مع سكوتٍ مطلقٍ عن إرهاب النظام وميليشيات إيران الطائفية وروسيا الذي أباد مدن وبلدات وأحياء بالكامل وسوّاها مع الأرض فوق رؤوس ساكنيها.
ويغرق اليسار المعارض كما اليمين بالأوهام واتقان الاستعراضات الأيديولوجية، بينما عجلة الثورة السياسية لا تزال تنتظر من يرتقي بأدائه لمستوى تضحياتها[2].
دفع وجود الحركات الإسلامية على الساحة السورية؛ إلى تحول الصراع بين قوى السلطة وقوى متطرفة، وبتدخل إقليمي ودولي عالي المستوى؛ الأمر الذي سمح للسلطة بأن تمارس كل أنواع الوحشية والهمجية دون أن يحرّك كل ذلك شعوب العالم.
نسلط الضوء في هذه الورقة البحثية على أثر تلك الحركات على الثورة السورية من خلال تأثرها بأدبياتها المرجعية الجهادية، والصراعات النظرية فيما بينها بما يتعلق بمسألة السياسة.
أولاً: الفهم الخاطئ للدين الاسلامي
اكتشفت شعوب المنطقة في الألفية الثالثة أن الديمقراطية ليست مستحيلا، والحرية ممكنة، والعدل الاجتماعي بحدّه الأدنى واقع حقيقي، وأدركت أن عصمة القائد المناضل أو المرشد مجرد أساطير تراثية، فانهار الحاكم القومي أمام أحلام الشعوب التي تحولت لحقوق؛ وهنا وجد المظلوم الإسلامي فرصته، وقفز على قطار التحرر دون إعداد مسبق ليقدم نفسه "مهديا مخلصا"[3]، ومعالجة عطالته التاريخية التي سببها الزمن السريع، وأسطورة "إن شعوب هذه المنطقة ما زالت قابلة للانقياد إذا كان صوت صاحب السلطة عاليا مليئا بالتكبيرات والتخدير باسم الدين".
ومع انطلاق الثورة السورية مطلع العام 2011 رأى الشعب السوري من المسلمين السنة المشاركين في المظاهرات، ويمارسون مظاهر ما يمكن تسميته التدين الشعبي في الثورة دفاعاً عن الكرامة والعرض والدين، وإنهاءً للظلم والجبروت وإحلالاً للعدل، وعودةً لحرية ممارسة بعض مظاهر التدين الممنوعة والمُراقبة من الجهات الأمنية، بينما وقف أصحاب التدين الجهادي -سبق أن تحفظت على هذه التسمية- على جنبٍ عند انطلاق المظاهرات وأثناء انتشارها ينتظرون بدء الحرب ويدفعون باتجاهها، وبما أن السلفية الجهادية دخلت سورية بشكل ملموس مع الجهاد العراقي ضد الغزو الأمريكي بعد 2003، وشجع النظام السوري على تجنيد وإرسال متطوعين سوريين للحرب في العراق ضمن مجموعات جهادية عالمية ومحلية؛ وألقاهم في السجون عند عودتهم.
أخذ هؤلاء أثناء وجودهم في العراق، وأحياناً أثناء وجودهم للعمل في دول الخليج، الأفكار السلفية الوهابية التي طورتها المؤسسة الدينية السعودية -بشقيها وبغض النظر عن الآليات والأدوات- والأفكار الجهادية العالمية التي طورها فلسطينيون وأردنيون ومصريون أثناء الجهاد الأفغاني[4] وقبله الجهاد ضد المحتل الاسرائيلي. وبعد تراجع الثورة السلمية وانتشار العنف في سورية في أواخر 2011، وجد الجهاديون لأنفسهم فسحة جديدة وموضع قدم فقدوه في العراق، فظهرت جبهة النصرة القاعدية، والدولة الإسلامية العراقية "داعش"، كما ظهرت فصائل جهادية أسسها سلفيون جهاديون سوريون خرجوا من سجن صيدنايا الشهير في العام 2011 بمسميات مختلفة ومتعددة.
ما إن سيطرت تلك الفصائل على أجزاء من الجغرافيا السورية حتى طفا على السطح أمران فيما بينها، يتمثل الأول بالتنافس على الموارد، والثاني ظهر في الفهم الخاطئ للدين الاسلامي الذي راحت تمارس تحت غطائه كل ما يُعكر صفو الثورة السورية والأهداف التي انطلقت لتحقيقها، وكما قال أحد المراقبين للثورة السورية، "يصبح المرء شيخاً من شيوخ السلفية الجهادية في سورية في أسبوعين، وبعدها يمكنه أن يحاجج ويفحم أي خصم بأن يُكفره"،
ورُفعت شعارات من قبيل إعادة الخلافة الإسلامية "على منهاج النبوة" وذلك بالفهم والتطبيق الحرفيين للسنة النبوية والقرآن، وركّزت على تطبيق الحدود (خاصة العنيفة)، وعلى استمرارية الجهاد حتى تتحول البشرية كلها إلى الإسلام أو تدخل تحت سيطرة الشريعة الإسلامية على طريقتهم، وبيعة القائد للإمارة أو الخلافة التي ينادون بها كمنظومة سياسية، وإنشاء بعض الدواوين الإدارية التي تستخدم الأدوات القمعية للدولة الحديثة.
أما من الناحية السلوكية، تركز الجهادية على:
1- التميّز بالمظهر واللباس والحديث عن بقية المجتمع لتمييز الفرقة الناجية من المؤمنين (أي هم) عن الفرق الضالة والكفار (أي بقية الناس). الشعر الطويل المنفوش واللحية الطويلة الشعثة واللباس الأفغاني والكلام بالفصحى والسواك ومجابهة المجتمع بدعوى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتكفير والانعزال، كلها سلوكيات التبجح بها لا يمت للدين بصلة من قريب أو بعيد[5].
2- العنف كسلوك شخصي وممارسة مؤسساتية أساسي في هذا النمط لأن له مفعول تطهيري للفرد وللمجتمع. أما التجربة الشعورية فتتكون ضمن الجماعة الجهادية المنعزلة من خلال الجهاد الدائم والعنف التطهيري وادعاء الفوقية الأخلاقية واحتقار الآخرين لأنهم أدنى درجة في الإيمان والإنسانية، وبما أن التدين الملتزم السوري لا يمتلك الفلسفة السياسية والثيولوجيا الكافية والعميقة ليصوغ الأساسيات نفسها بطريقة مختلفة عن السلفية الجهادية أولا، والدخول في نفق المزاودات ثانيا، ولذلك فأقصى ما يمكن للتدين الملتزم أن يفعله هو اتهام الجهاديين بالخروج (خوارج) عن إجماع الأمة المتخيّل، والإفراط في العنف وهو إفراط في الدرجة وليس في الجوهر والمقاصد.
يعكس كتاب الأكاديمي البوسنوي أسعد دوراكوفيتش "الحروب الحالية بين المسلمين: الفهم الخاطئ للإسلام" الأزمة التي تعيشها تلك الحركات، ويشير في الفصل المعنون بـ"اغتصاب حق الله وتسطيح فهم الإسلام" عند ظاهرة التكفير لدى السلفية الجهادية وتطورها أو استغلالها (من جانب المايسترو الخبير في تاريخ المسلمين ونقاط ضعفهم "الغرب والصهيونية") لظهور فهمٍ متشددٍ للإسلام يغتصب حق الله في اعتبار من هو مسلم ومن هو غير مسلم، ويُحمل مسؤولية ذلك في الفصل الأخير "مسؤولية العلماء ودورهم في التضليل" لأن الحرب الدائرة الآن تجري باسم الإسلام، فهم الذين يصادقون أو يجعلون أتباعهم يصدّقون أن ذلك كلّه باسم الاسلام[6]، موجها من خلال كتابه الدعوة للمسلمين إلى إعادة النظر في علاقتهم ببعضهم البعض، وبالتحديد "وعيهم المسلم" أو فهمهم للإسلام، لأن الحروب الدينية التي يوقدوها نظرا لاختلاف تأويلاتهم هي أسوأ أنواع الحروب فكل طرف يعتقد أنه يمثل الفهم الصحيح للإسلام، ولأجل ذلك فهو يقتل الآخر (المسلم) معتقداً بأنه سيفوز بلقب "الشهيد" والتنعّم بالجنة.
ثانياً: خلافة الإنسان لله في أرضه وضرورة الاعتماد على العلوم العقلية لإدارة هذه الخلافة
إن من الحكمة والمنطق أنْ لا ندرس الخلافة أو الاستخلاف أو التحضّر كمفاهيم نظرية جافة وكأنّها مفاهيم جزئية منفصلة عن واقعها وموضوعها، لأن الحيوية النهضوية هي التي تعطي لهذه المفاهيم شرارتها الروحية وأبعادها القيمية وآفاقها المنهجية والمعرفية، المقترنة مع عمق الأزمة وخطورة الموقف الإسلامي العام[7]، لذلك خلافة الإنسان لله في الأرض في الإبداع والخلق والعمران، وكل ذلك يُبنى على العلم وصفات القدرة والمشيئة التي منحها الله للإنسان كهبة وامتحان، ولا يمكن منطقيا بأي حال من الأحوال أن تتجلى صفة الخلافة في القتل والاقتتال والعدمية، لأن العدمية لا تُعرّفُ بالله ولا يعرف بها، وبالتالي تقوم خلافة الله في أرضه على العلم المحصل عن قراءة فعل خلق الله، ثم محاكاة خلقه وإبداعه ومزيدا في عمران أرضه؛ وهذا الواقع الماثل أمام أعيننا، حيث قرأ العقل ما حوله من تفاصيل خلق الله، ثم دونها بقلمه، ثم اجتهد في محاكاة صنعه، فأبدع الطائرة والغواصة والسيارة وكل ما نشاهده من صناعة البشر فيه اقتباس من خلق الله وصولا إلى الكمبيوتر؛ هذه هي خلافة الله في أرضه، أكانت بتسبيحه وتقديسه أم لا، أو الخلق والإبداع والتكوين والعمران.
والسياسةُ علمٌ قائمٌ بحدِّ ذاته له أصوله النظرية، وعلوم أخرى تردفه وترفده، ويحتاج أيضا إلى مَلَكة لا تأتي إلا بالتجربة والممارسة، ولا علاقة للدين أو الشيخ أو عالم الدين أو طالب العلم الشرعي بها، فحفظ كتاب الله وأحاديث نبيه صلى الله عليه وسلم لا تُخوّل المرء أن يتبوأ سدة علم السياسة، لا نظريًّا ولا عمليًّا.
فلا يوجد أيُّ خصوصيةٍ للإسلام في السياسة، فمثلها مثل الهندسة والطب، ممكن أن يتعلمها ويتمرس فيها المسلم والمسيحيّ والهندوسيّ والملحد..... فيكون لدينا سياسيٌّ مسلمٌ - سياسيٌّ مسيحيٌّ - الخ الخ
أما السياسة فلا توصف بإسلام ولا بكفر؛ وحتى ما يسمى في علوم الشريعة الاسلامية بـ ((فقه السياسة الشرعية)) هو شيء آخر كليًّا، فقد وردت عدة كتب تحمل هذا المسمى، وهي لا ترتبط بعلم السياسة والحوكمة وأنظمة الحكم إلا بالتسمية اللغوية كارتباطها بسياسة الخيل.
أما الدعوة من قبل البعض لإقامة الدولة الإسلامية، والتي من المفترض أول إنتاجها استقلال الأمة عن بقية الشعوب في طعامها وشرابها، والعمل على إبداع سلاحٍ من صنع أبنائها يضمن أمنها والدفاع عن كيانها، وكل ضروريات حياة مجتمعاتها، وحصروا رسالة النبي جورا في إقامة الحدود فقط، من جلدٍ وقطع اليد وغيرهما، مع أن الرسول بريءٌ من هذا المنطق ولم يعمل بالحدود إلا بعد بناء الدولة سيرا على منطق الله ذاته، الذي لم يأمر الناس بعبادته إلا بعد أن أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف[8]. وهم بذلك كمن يُقدم العربة على الحصان، ويدفعون بها جهدهم أمام عقبة كؤود.
وفي هذا الشأن يقول الدكتور علي عبد الرزاق في كتابه الإسلام وأصول الحكم أن "رفاعة بك رافع" لخص الكلام في الوظائف والعمالات البلديّة، خصوصيّة وعموميّة، أهليّة داخليّة وجهاديّة التي هي عبارة عن نظام السلطنة الإسلاميّة وما يتعلق بها من الحِرف والصنائع والعلوم، والعمالات الشرعية، على ما كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما يُضاف إلى الإمامة العظمى من الأعمال الأولية كالوزارة والسقاية والكتابة، وما يضاف إلى العمالات الفقهية من معلم القرآن ومعلم الكتابة ومعلم الفقه، ثم ذكر التراجمة وكتابة الجيش والعطاء والديوان، وبيّن أن للديوان أصل في عهد الرسول، وذكر العملات المتعلقة بالأحكام، والأعمال الحكومية واحدا واحدا، حتى لم يكد يدع شيئا، حتى قال أن الحكومة النبوية كان فيها ما يشبه أن يكون من مظاهر الحكومة السياسية وآثار السلطنة والملك، مع مراعاة وضرورة تطورها في أيامنا هذه[9].
ثالثاً: نمو وتطور الفصائل الإسلامية على الساحة السورية
إن لجوء السوريين إلى المظاهر الإسلامية والتعبئة الدينية، لا يعني مشاركتهم في أطر الإسلام السياسي، إضافة إلى التقرير الصادر عن مجموعة الأزمات الدولية، وهي مؤسسة غير حكومية تسعى لمنع الأزمات، والمساعدة بحل الأزمات الدولية ومقرها في بروكسل "بلجيكا"، بتاريخ 16-03-2016 تحت عنوان "تمرد شمال القوقاز وسورية: تصدير جهاد". وما تناوله التقرير في 36 صفحة باللغة الإنجليزية عن العلاقة بين أزمات شمال القوقاز في روسيا الاتحادية وبين داعش في سورية[10]، يدل على حمل تلك الفصائل التي نمت على الساحة السورية لأجندة إقليمية أو دولية، والدور الأساسي الذي لعبه النظام السوري في "إدخال تنظيم القاعدة" إلى سورية، وتدويل المعركة، في خطوة لتخويف الإقليم من الصراع، بخاصة بعد إطلاق النظام لسراح آلاف السجناء من أتباع السلفية الجهادية في منتصف عام 2011، حيث أصبح عدد كبير منهم في وقت لاحق من قيادات الفصائل.
لذلك نجد أن هناك أربع اتجاهات إسلامية ناشطة في سورية، هي جماعة الإخوان المسلمين، والتيار السلفي الذي انبثقت منه تيارات أخرى كالسلفية الجهادية، والسلفية المحلية التي لا تتفق بالضرورة مع القاعدة، وتحمل أجندة وطنية سورية وتنتمي إليها فصائل كـ"أحرار الشام وجيش الإسلام" إضافة إلى التيار الصوفي المتفاوت في مواقفه. كما ينتمي الاتجاه الرابع إلى الإسلاميين المستقلين (منهم الديمقراطيون) الذين يحملون خطابا سياسيا مستقلا عن التيارات الأخرى[11].
أدى تنامي دور المجموعات الإسلامية "المسلحة" إلى إشكاليات لاحقة تتعلق بتغيُّر مسار الثورة إلى "التشدد والتطرف"، ولعب في ذلك جملة من العوامل المركبة والمتداخلة "داخلية وخارجية" مع ضرورة الانتباه إلى أمر جدّ هام أنه في الحروب والنزاعات الداخلية يتم استدعاء الموروث العقائدي وروابط المجتمع ما قبل الدولة الوطنية لخلق عصبية تُمكن الأطراف المتصارعة من امتلاك الشرعية لمحاربة الآخر، وتتمثل تلك العوامل وفق ما يلي:
أ– عوامل داخلية:
- عدم وجود قوة ذات توجهات فكرية وطنية بسبب تحويل الجيش منذ وصول حزب البعث إلى السلطة، إلى أداة لتدمير التعايش، ورفع الاستقطاب بين تلك المكونات، وتفريغ المجتمع من أي مؤسسات سياسية، أو إدارية تسهم في تنمية الخبرات والتنشئة السياسية السليمة، فقد عمل بعد القضاء على الإخوان المسلمين على تحطيم كل أطياف المعارضة من قوى ديمقراطية أو يسارية أو شيوعية، ونشر حالة من الرعب والخوف في كل ثنايا المجتمع.
- الخلافات الجذرية العقائدية والسياسية بين تلك التيارات التي ظهرت بشكل خاص عقب المُقابلة الصحافية التي أجراها "لبيب النحاس"، وتطرّق فيها لموضوع الديموقراطية بصيغة لم ترقْ للكثيرين من داخل الحركة أو من خارجها، وخصوصاً من هيئة تحرير الشام "جبهة النصرة" سابقا[12].
- أدى حرص النظام على تكريسه البعد الطائفي لما يحدث في سورية مع تغول الميليشيات الطائفية في الجسد السوري إلى ارتفاع حدة الخطاب الديني الذي أسهم في هذا الصراع في مرحلة أُطلق عليها لاحقا "أَسْلَمَة الثورة"
- المزودات وهي العامل الأبرز مع ما لحقها من تخوين وتبديع وتفسيق وتكفير أدى الى الاحتقاق ثم الاختصام ثم الاقتتال.
- ضعف همة قادة الفصائل وقعود أكثرهم عن العمل والركون إلى وهم الانتصار، ومن ثم الالتفات للتجارة، وتأليف الكتب وفرض الإتاوات تحت مسميات مختلفة وتعدد الزيجات وما شابهها، بدعوة التمتع بالاستقرار المزعوم فالدنيا حلوة خضرة.
ب- عوامل خارجية:
- المال السياسي والدعم المشروط الذي تم توظيفه في خدمة أجندات خارجية ساهم في تشكيل فصائل متحركة وتجييش سوري – سوري، بعد سنوات من إذكاء الصراع في المنطقة وإدخالها في الثورة السورية تشكيل العدو الجديد (التطرف الديني الإسلامي) ليعلن على إثره تشكيل التحالفات ومواجهة أخطر عدو "الإرهاب".
- تهميش الكتائب والألوية التي شكلها العسكريون المنشقون، بل عملت على تصفية هؤلاء العسكريين جسدياً، عندما أعلنوا رفضهم لممارسات بعيدة عن أهداف الثورة وأخلاقها[13].
- ازدواجية التعامل الدولي مع المكونات القومية (كالتحالف الأمريكي مع الأكراد والهوّات بين أبناء المجتمع الواحد التي نجمت عنه)
إن العلاقة بين تلك الفصائل فيما بينها على اختلاف مرجعياتها الفكرية "حركية وغير حركية، أدى إلى نتائج سلبية من الناحية العسكرية والسياسية والاجتماعية، وعلى تلك التنظيمات نفسها تمثلت في التيارات الداخلية التي ظهرت ضمن صفوفها، والمراجعات الفكرية التي أجرتها، والانشقاقات العميقة في خطابها الإيديولوجي[14].
رابعاً: تناقض مشاريعها (مشروع أمة مثلا، مشروع النصرة، داعش) مع أهداف الثورة الوطنية
انطلقت الثورات في الدول العربية فكانت ثورات وطنية داخلية بكل معنى الكلمة، تعيد اكتشاف الغنى المكبوت للمجتمع وإحيائه، وتهدف إلى إعادة بناء السياسة والدولة فيها حول الداخل الاجتماعي، ومن جملة ما يعنيه ذلك أنه ليس نهاية العروبة أو الرابطة العربية بذاتها، بل لعله بداية طور جديد لها، ينأى بها عن مثال الوحدة الشاملة، وعن واقع التخاصم الشامل، وتبدو الثورة في سورية وطنية تأسيسياً، ليس فقط لأنها تُبرِز سورية من غمار امبراطورية عربية كان النظام حريصاً على ألا تتشكل في أية صورة محددة، لأن انعدام شكلها أنسب لخنق أنفاس الداخل والتحكم بالمحيط القريب، ولكن بخاصة لأنها تُظهر الداخل الوطني السوري كله دفعة واحدة، داخلاً شديد التعقيد[15]، يريد أن تتشكل صورته السياسية على نحو لا يبتره أو يغفل شيئاً من تنوعه وغناه، وطنية سورية دستورية، تجمع بين المساواة الفردية (المواطنة) والجمعية (الاحترام المتساوي للجماعات الثقافية).
إلا أن ما ظهر على يد بعض الفصائل الإسلامية من مشاريع بدا وكأن الهدف منه نقل الدولة السورية من "ما فوقها" العربي إلى "ما تحتها" الاثني والطائفي، ويعمل على إظهار المجتمع السوري وثورته عكس ما خرجت لأجله وفق ما سنعرضه لاحقا.
- الجبهة الإسلامية" في سورية.. مشروع أمة: التي أعلن عنها أواخر العام 2013م على أنها "تكوين عسكري سياسي اجتماعي إسلامي شامل، يهدف إلى إسقاط النظام في سورية إسقاطا كاملا، وبناء دولة إسلامية تكون السيادة فيها لشرع الله وحده، مرجعا وحاكما وموجها وناظما لتصرفات الفرد والمجتمع والدولة"، ويقوم مشروعها على نظام حكم أساسه "الشورى"، وشددت على أن «كل عملية سياسية لا تعترف بأن التشريع حق لله وحده لا شريك له هي مناقضة للدين، ووسيلة غير مشروعة لا يمكن للجبهة المشاركة فيها أو الاعتراف بها أو الركون إليها»، وأوضح ميثاق الجبهة برفض العلمانية، والدولة المدنية، والديموقراطية وبرلماناتها لأنها تقوم على أساس أن التشريع حق للشعب عبر مؤسساته التمثيلية بينما في الإسلام الحكم لله، وهذا لا يعني أننا نريد نظاما استبداديا تسلطيا، بل لا يصلح أمر هذه الأمة إلا بالشورى مبدأً وتطبيقا، الأمر الذي أثار علامات استفهام كبيرة ومتنوعة حول ماهية الدولة السورية في المرحلة المقبلة، وأن الصورة التي قدمت بها نفسها قد تخلق بؤرة إسلامية ذات بعد استقطابي، مرشح أن يكون منافسا لزعامات دينية عربية تقليدية، وخصوصا الأزهر والسلفية السعودية وتركيا خصوصا بعد عودتها لتصدر المشهد الديني.
كما لم تأت على توجيه أية إساءة للمقاتلين الأجانب من الشيشان والعرب والأفغان وغيرهم، بل ترى في وجودهم وقتالهم إلى جانب السوريين إحسانا، وهذا يذكرنا بالحالة الأفغانية عقب سيطرة طالبان على الحياة السياسية، وأصبح المقاتلون العرب الذين حاربوا السوفييت مواطنين من الدرجة الأولى، وتناول ميثاقها للمسألة الكردية بسطحية واضحة، تعكس عدم الإلمام بواقع وتطلعات الأكراد، فهي تنظر إلى الأكراد من الزاوية الدينية السنية البحتة، وليس من الزاوية العرقية، وبذلك تعالج المسألة بنظرة شمولية تنطبق على كل مسلم موجود على الأراضي السورية، ولا تمنح المسألة الكردية الخصوصية السورية من حقوق لغوية وسياسية، وهذه السطحية انسحبت على الحالة الطائفية عموما، التي لم تأخذ من مواد الميثاق أكثر من 21 كلمة فقط[16]. - تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام: الذي أعلن الخلافة بتاريخ 29 حزيران 2014، وبهذا الإعلان بدا من الواضح أنه كان يضع نصب عينيه غايات أبعد بكثير من سورية والعراق. لقد أصبح يرمي لتحقيق أهداف عالمية، مستغلا ورقة رابحة ليتفوق على المجموعة الأم ممهدًا الطريق لتنظيم الدولة لينافس القاعدة منافسة الندّ على زعامة الجهاد العالمي[17].
- جبهة النصرة "جبهة فتح الشام" وأخيرا هيئة تحرير الشام" وتعتبر توأم تنظيم الدولة الإسلامية في سورية لتشابههما عقائديا، وانحصار الخلاف بينهما في تفاصيل، وفي نيسان من العام 2014م انتقد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إعلان جماعة النصرة مبايعة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، ودعاها للعودة إلى صفوف الجيش الحر، ثم ما لبثت في 28 يوليو 2016 لتعلن عن طريق زعيمها أبو محمد الجولاني فك ارتباطها مع القاعدة، وتغيير الاسم إلى "جبهة فتح الشام تلبية لرغبة أهل الشام في دفع ذرائع المجتمع الدولي، موضحا أن هذه الخطوة تهدف إلى تحقيق أهداف خمسة هي: العمل على إقامة دين الله وتحكيم شرعه وتحقيق العدل بين كل الناس، والتوحد مع الفصائل المعارضة لرصّ صفوف المجاهدين وتحرير أرض الشام والقضاء على النظام وأعوانه، و حماية الجهاد الشامي والاستمرار فيه واعتماد كافة الوسائل الشرعية المعينة على ذلك، والسعي لخدمة المسلمين والوقوف على شؤونهم وتخفيف معاناتهم، وتحقيق الأمن والأمان والاستقرار والحياة الكريمة لعامة الناس[18].
خامساً: الغاية من التبدلات التي طرأت على مواقفها وأسبابها "رفع علم الثورة من قبل الأحرار وجيش الاسلام مثلا"
مع بدايات ظهور جبهة النصرة الإسلامية منتصف 2012، أصبح شغل الإعلام الغربي يقوم على ترسيخ الصورة العامة السورية، على أن سورية بين فكيّ كماشة: نظام ديكتاتوري عنيف ظالم، لكنه علماني بربطة عنق، وبين فصائل إسلامية قاعدية طائفية إرهابية بلحى مغبرة، وبالتالي ليس من مصلحة الغرب، أن يتدخل بشكل مباشر في سورية لإسقاط النظام السوري، لأن ذلك سيؤدي لسيطرة الإسلامية المتطرفة، كما أن لا مصلحة له بدعم النظام السوري، لأنه نظام عنيف ودموي؛ هذه الصورة بدأت بالتوسع ضمن الرأي العام الغربي، المسكون ببعبع الإرهاب الإسلامي، بسرعة أكبر منذ العام 2014، مع توسعات داعش في سورية وأفلامها الهوليوودية.
منحت سيطرة هذه الصورة على الرأي العام الغربي والسياسة الغربية، وخاصة الأميركية، الحرية الكاملة بالتعامل مع الأزمة السورية بهدوء، والتنقل بقوة على مسارات المناورة السياسية حول سورية دون ضغط شعبي غربي، وتم تحييد الرأي العام الغربي بما يخص سورية، والمنطقة كلها.
مع تصاعد حدة الخطاب السياسي الدولي ضد الفصائل الإسلامية العاملة في سورية، وعدم تلاقي مشاريعها مع المشروع الوطني السوري بدأت تلك الفصائل بالتدريج لإجراء مراجعات، انتهت بها في نهاية المطاف برفع علم الثورة وتبني الخطاب الوطني السوري، فوضع القائد العام لـ"حركة أحرار الشام الإسلامية" علم الثورة بجانبه، وهو يلقي كلمة بمناسبة قرب حلول عيد الفطر، في خطوة هي الأولى من نوعها للفصيل الذي يُعد واحدا من أكبر وأنشط التشكيلات العسكرية ذات "المرجعية الإسلامية" في سورية، وأنهى بذلك سنوات من الجدال في هذا الفصيل بالذات، حول أحقية رفع علم الثورة واعتماده، بكل ما يعنيه هذا الاعتماد من تحولات على مستوى التفكير والتعاطي[19]، واعتمد جيش الإسلام علم الثورة في الذكرة السادسة لانطلاقتها[20]، في وقت ازدادت فيه الاتهامات الدولية لعشرات الفصائل بـ "التطرف والإرهاب" وتصنيف الفصائل إلى معتدلة وإرهابية، بينما لم تنجح هيئة تحرير الشام على الرغم من اعتمادها على مبدأ الإيهام، ومحاولاتها نسج العلاقات مع المجتمع المحلي على مستوى إدارة المناطق والتنسيق مع قوى الثورة السورية في كل سلوكياتها في إطار منافستها على شرعية تمثيل الحالة الثورية عند كل تحول لها؛ من "جبهة النصرة" وصولاً إلى "هيئة تحرير الشام". وهو ما تجلى في ردود الأفعال المحلية والدولية اتجاها، وخاصة بعد سيطرتها على مدينة إدلب وطرحها لتشكيل الإدارة المدنية، لأن التحركات والتبدلات التي أقدمت عليها في سبيل التماهي مع الثورة لم تكن سوى مناورات تكتيكية لم ترق إلى المستوى الاستراتيجي، بل ساهمت في إضعاف الثورة السورية عسكريا وسياسيا، وهو ما دلل عليه بوضوح المواقف الداخلية والخارجية منها بما لا شك فيه أنها استنفذت كل الفرص المتاحة[21].
خاتمة
لم تكن تلك الفصائل وليدًا طبيعيًّا للمجتمع السوري، بل هي ردّة فعل، وقرارٌ إقليميٌّ ساهم به كلا المعسكرين المتصارعين على سورية، كما لا يمكن أن تنسجم بالعمل كمجموعة واحدة، فالصدامات فيما بينها، وخلال فقط بضع سنين، كثيرة جدا، ولذلك فإنّ أكبر جناية على الثورة السورية هي كذبة الكتائب والفصائل الإسلامية -إلا من رحم الله- وأكبر عملية تسلق تاريخية هي عملية تسلق الإسلاميين على دماء الناس وأشلائهم وجراحهم بحجة (إقامة شرع الله) -زعموا- ؛ والحقيقة أنهم يحلمون بتنفيذ أجنداتهم ومشاريعهم الخاصة التي يعتقدون أنها هي الإسلام والإيمان وماعداها الكفر والفسوق والعصيان.. (يعدهم ويمنيهم ومايعدهم الشيطان إلا غروراً..)
أكبر عملية استغباء حصلت في التاريخ هي استغباء غالب الإسلاميين من ذوي الشوكة للناس وتقديم أنفسهم على أنهم المخلص لآلام الأمة والمداوي لجراحاتها..
بينما هم في الحقيقة حصان طروادة لتنفيذ مخططات الأعداء -من حيث يشعرون ولايشعرون- ، وتدمير لوطننا الذي قامت فيه أعظم ثورة عرفتها البشرية ضد الاستعباد والاستبداد، وإفشال أحلام المستضعفين بالحرية والكرامة والخلاص من نير الظلم والسحق والعبودية
انظروا إلى الحال في أفغانستان والصومال واليمن والجزائر والعراق وسورية الجريحة وو [22].
المراجع:
[1] صالون سورية – أنور بدر - عسكرة الثورة السورية والأخطاء القاتلة
[2] نون بوست – معن طلاع - المعارضة السورية ورحلة التيه والضياع السياسي
[3] بيت السلام – علاء الدين الخطيب – القوميون والإسلاميون أشقاء الوهم.
[4] معهد العالم للدراسات – أحمد نظير الأتاسي - التدين الإسلامي والثورة السورية من منظور نفسي-اجتماعي 1-2: التدين الإسلامي في سورية (1)
[5] إنكارنا هنا فقط على جعلها أهم مرتكزات الاسلام، وينكرون على تاركها ويعاملونه كأنه زنديق أو مارق.
[6] العربي الجديد – محمد م. الأرناؤوط – الفهم الخاطئ للإسلام...رؤية بوسنوية
[7] نظرية العلم في عملية الاستخلاف والتحضر عند النورسي – د. عبد العزيز برغوث
[8] موقع صحيفة رأي اليوم – إسماعيل القاسمي الحسيني - أين “خلافة” الله في أرضه حتى نتكلم عن خلافة رسوله؟
[9] الإسلام وأصول الحكم – علي عبد الرزاق – المؤسسة العربية للدراسات والنشر.
[10] تقرير مترجم بعنوان ” تصدير الجهاديين من روسيا” عن مجموعة الأزمات الدولية علاء الدين الخطيب
[11] أبونا – هديل غبون – الفصائل الإسلامية في سورية اليوم.
[12] تحت المجهر - ماهي أسباب عدم قدرة الفصائل المسلحة في سورية على التوحد؟ https://goo.gl/UVuTm1
[13] الثورة الدائمة – حول تعقيدات السيرورة الثورية السورية – منيف ملحم http://permanentrevolution-journal.org/ar/node/69
[14] المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام - أسباب ومحددات الصراع الفكري (الديني) وأثره على المشهد السوري – النقيب رشيد حوراني
[15] Souriahouria – ياسين الحاج صالح - الثورة السورية بوصفها ثورة وطنية – ياسين الحاج صالح
[16] زمان الوصل – عبد الله رجا - تفنيد "ميثاق الجبهة"... هل اختُطفت الدولة السورية ومات الائتلاف؟
[17] BBC - جيم موير - تنظيم "الدولة الإسلامية": القصة الكاملة
[18] الجزيرة نت - تعرف على جبهة فتح الشام.. "النصرة" سابقا
[19] زمان الوصل - الأحرار تعتمد علم الثورة.. المزاودات التي علت على آهات الشعب ولى زمانها
[20] تجدر الإشارة هنا إلى أن المانع من رفع علم الثورة لديهم كان هو فقه المزاودات بين الفصائل في قضية أيهم أكثر أسلمةً من الآخر، وأيهم هو المرجعية العليا في الإسلام أو بمعنى آخر هو الوكيل الحصري لله في الأرض.
[21] طوران للأبحاث والدراسات الاستراتيجية - تقدير موقف: إدلب المعقل الاستراتيجي و المصير المرتقب – النقيب رشيد حوراني
[22] الصفحة الرسمية لـ: د. محمد خير الوزير – أكبر جناية على ثورتنا المباركة - https://www.facebook.com/100003463490854/posts/738143619644414/?d=n
(للاطلاع على الدراسة كملف pdf يُرجى تحميل الملف المُرفق أسفل الصفحة)
---------------------------------------------------------------------------------------
الحقوق الفكرية محفوظة لصالح المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام © 2020