%40 من أهالي الغوطة الشرقية: بعض الفصائل والتجار يساهمون في حصار الغوطة مع النظام
إعداد: وحدة البحث والتقصي - الغوطة الشرقية
تاريخ النشر 2015/11/02
كشفت دراسة لاستطلاع الرأي أجرتها المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام ، (SyriaInside) في الغوطة الشرقية المحاصرة، أنّ قرابة 40 في المئة من أهالي الغوطة الشرقية يعتبرون أنّ بعض الفصائل العسكرية وتجار الغوطة مساهمين في الحصار المفروض عليها منذ ما يقارب ثلاث سنوات من قبل قوات نظام الأسد وحلفائه.
وأظهرت نتائج الاستطلاع الذي استغرق العمل فيه شهرا كاملا أنّ أكثر من نصف أهالي الغوطة لايؤيدون قيام الفصائل العسكرية بقصف مواقع النظام الأمنية في دمشق، لأنّه يتّخذ من هذا العمل حجة لقصف المدنيين في الغوطة الشرقية ، بينما رأى ربع أهالي الغوطة عكس ذلك ؛ بمعنى أن قصف مواقع النظام في دمشق سيشكل رادعا له عن قصف الغوطة.
في حين اعتبر قرابة الربع أيضا أن القصف سيستمر على الغوطة في جميع الحالات، وهو ما يحدث فعلا ، وهو ما يمكن ربطه بسؤال آخر حول ماذا يريد نظام الأسد من الغوطة؟
وقد أجاب أكثر من /40/ في المئة على هذا السؤال بأنّ النظام يهدف من قصفه للغوطة إلى ضرب الحاضة الشعبية للفصائل العسكرية الثورية فيها، بينما أجاب /21/ في المئة بأنّ هدف النظام إفراع الغوطة من سكانها ومثلهم رأى بأنه يضغط على الغوطة لتوقيعها هدنة أو ما يسميها (نظام الأسد مصالحة) كما في برزة.
أما فيما يتعلق بالمؤسسة القضائية فهناك /62/ في المئة من أهالي الغوطة قالوا أنها فعّالة ولكنها تحتاج إلى المزيد من القوة والاستقلالية.
مدخل البحث
تناولت هذه الدراسة المسحيّة، والتي تعتبر الأولى من نوعها في الغوطة الشرقية المحاصرة منذ انطلاق الثورة السورية في ربيع عام 2011 م ، الواقع الذي تعيشه الغوطه الشرقية المحاصرة إلى ما قبل التدخل الروسي المباشر في سورية.
وتصنف هذه الدراسة ضمن ما يسمى ببحوث الرأي العام ، وهي عبارة عن استطلاع رأي أجرته المؤسسة السورية في الغوطة الشرقية المحاصرة ، معتمدة على أسلوب بطاقة الاستبيان التي اشتملت على خمسة أسئلة رئيسة وهي:
1- برأيك؟ قصف ثوار الغوطة الشرقية لمواقع أمنية لنظام الأسد في دمشق..
أ - يخفف من قصف النظام على الغوطة
ب - يزيد من القصف
ج - ليس للأمر علاقة
2 - أيهما أفضل برأيك؟:
أ - قيام الفصائل الثورية بتحرير ما تبقى من ثكنات عسكرية للنظام في الغوطة
ب - فك الحصار عن الغوطة
ج - اخرى تذكر..
3 - برأيك لماذا يكثف النظام من قصفه للغوطة الشرقية؟
أ - لتفريغها من سكانها وضرب طوق أمني حول دمشق
ب - فرض هدنة فيها كما هو الحال في برزة والقابون
د - لضرب الثوار والحاضنة الشعبية ببعضهم البعض
ج - أخرى تذكر
4 - الغوطة محاصرة منذ ثلاث سنوات تقريبا من قبل نظام الأسد، برأيك ؟
أ- تجار الغوطة مساهمون مع النظام في الحصار
ب - الفصائل الثورية مساهمون مع النظام في الحصار
د- الاثنين معا ً
ج- غير ذلك
5 - كيف تنظر إلى المؤسسة القضائية في الغوطة الشرقية :
أ- غير فعالة
ب- فعالة ولكنها تحتاج الى مزيد من القوة والاستقلالية
د - لا أعترف بها
ج- أخرى تذكر ..
منهجية البحث
بلغ عدد سكان الغوطة الشرقية /388/ ألف نسمة، بحسب تقرير لمكتب الإحصاء المركزي في المكتب الإغاثي الموحد في الغوطة الشرقية ل شهر حزيران 2015 ، يُخصم من هذا العدد الشرائح التي لايجوز استطلاع رأيها كونها طرفا في البحث وهي ثلاثة شرائح ) عسكريين ، تجار ، العاملين في حقل القضاء) ولا يوجد إحصائية رسمية لهذه الشرائح، خاصة للعسكريين ، ولكن يقدر عددهم بناء على إحصاءات غير رسمية بنحو /30/ ألف.
وقد قام فريق البحث باختيار عينة عشوائية غير منتظمة عددها /900/ شخص ، بنسبة تمثيلية تساوي /ثلاثة بالألف تقريبا/ وقد شملت جميع شرائح المجتمع في الغوطة عدا الشرائح المذكورة آنفاً.
كما أجرى فريق البحث دراسة تجريبة شملت نصف عدد المستطلعة أراؤهم ، وقد أتت النتيجة مماثلة للدراسة الفعلية بنسة خطأ قدرت بـ/2.43/ بالمئة .
استعراض النتائج النهائية
السؤال الأول : ما آثار قصف الثوار في الغوطة الشرقية لمواقع أمنية لنظام الأسد في دمشق؟
لقد رأى /52.3/ بالمئة من المستطلعة آراؤهم أنّ قصف الثوار للمواقع الأمنية للنظام في دمشق يؤدي إلى زيادة قصف النظام لبلدات الغوطة الشرقية، فيما رأى /24.3/ بالمئة أنّ قصف النظام لبلدات الغوطة غير مرتبط بقصف الثوار للمواقع الأمنية في دمشق, في حين اعتبر /23.4/ بالمئة أنّ قصف الثوار للمواقع الأمنية سيؤدي إلى ردع النظام عن القيام بقصف الغوطة.
بيان توضيحي (رقم1)
أجوبة المثقفين في الغوطة الشرقية والمشاركين في الاستبيان على السؤال الأول:
بيان توضيحي (رقم1")
السؤال الثاني :أيهما أفضل تركيز فصائل الغوطة العسكرية على فك الحصار أم تحرير ما تبقى من ثكنات عسكرية للنظام فيها؟
اعتبر /63/ في المئة من المستطلعة آراؤهم أنّ أولوية الأعمال العسكرية لفصائل الغوطة يجب أن تكون لفك الحصار المفروض عليها منذ ما يقارب ثلاث سنوات من قبل نظام الأسد وحلفائه ،بينما رأى /26/ في المئة منهم أنّ الأولوية يجب أن تكون لتحرير ما تبقى من ثكنات عسكرية للنظام داخل الغوطة (إدارة المركبات في حرستا مثلاً).
بيان توضيحي رقم (2)
أجوبة المثقفين في الغوطة الشرقية والمشاركين في الاستبيان على السؤال الثاني:
بيان توضيحي (رقم2")
السؤال الثالث : ماذا يهدف النظام من وراء قصف الغوطة الشرقية؟
أكد /41/ في المئة من المستطلعة أراؤهم في الغوطة الشرقية أنّ الهدف الرئيس للنظام من وراء القصف المستمر للغوطة هو ضرب الحاضنة الشعبية للفصائل العسكرية الثورية فيها في حين أنّ /21/ في المئة منهم رؤوا أن النظام يمارس ضغطاً على الغوطة من خلال القصف لتوقيعها على هدنة معه كما في برزه المجاورة .
وهناك /21/ في المئة أيضاً رؤوا أنّ إفراغ الغوطة من سكانها وضرب طوق أمني حول دمشق هو الهدف الأبرز للنظام من وراء قصفه المستمر للغوطة الشرقية واختار /17/ في المئة من المستطلعة أراؤهم غير ذلك كله.
بيان توضيحي (رقم 3)
أجوبة المثقفين في الغوطة الشرقية والمشاركين في الاستبيان على السؤال الثالث:
بيان توضيحي (رقم3")
السؤال الرابع : من يساهم في حصار الغوطة برأيك؟
رأى /37/ في المئة من المستطلعة أراؤهم أنّ تجار الغوطة الشرقية هم شركاء للنظام في الحصار، ورأى 37% أيضاً أن كلاً من التجار والفصائل الثورية هم شركاء في حصارالغوطة ، فيما رأى 8% أن الفصائل فقط هم شركاء للنظام في الحصار.
وهناك /18/ في المئة من المستطلعة أراؤهم أخذوا خيار غير ذلك كله مع وضعهم لملاحظة على الخيار الثاني من السؤال وهو اشتراك الفصائل العسكرية بحصار الغوطة مع النظام ، مبينين أن الخيار يجب أن يكون بعض الفصائل وليس كلها.
بيان توضيحي رقم (4)
أجوبة المثقفين في الغوطة الشرقية والمشاركين في الاستبيان على السؤال الرابع:
بيان توضيحي (رقم4")
السؤال الخامس:كيف تنظر إلى المؤسسة القضائية في الغوطة الشرقية؟
أبدى معظم المستطلعة أراؤهم تأييدهم للمؤسسة القضائية الموجودة في الغوطة، فقد رأى /62/ في المئة أن المؤسسة القضائية في الغوطة فعّالة ولكنها تحتاج إلى المزيد من الدعم والاستقلالية، فيما رأى /20/ في المئة أنها غير فعالة، وقال /12/ في المئة أنهم لا يعترفون بهذه المؤسسة.
بيان توضيحي رقم (5)
أجوبة المثقفين في الغوطة الشرقية والمشاركين في الاستبيان على السؤال الخامس:
بيان توضيحي (رقم5")
على هامش البحث
1- حاول فريق البحث عند تصميم الاستبيان وضع أسئلة لا تثير الخوف لدى المستبين عند إجابته عنها، ولا تثير أي رد فعل عدائي تجاهه أو تجاه الفريق الذي نفذ الاستبيان، وتجيب قدر الإمكان عن أي تساؤل يخص الموضوع، كما سعى الفريق أن يكون الاستبيان واضحاً و بلغة بسيطة، وألا يكون طويلاً بشكل زائد عن الحاجة.
2- عمل الفريق أيضاً على الحصول على أكبر قدر من المعلومات الشخصية عن المستبين كوسيلة لإضفاء المزيد من المصداقية والشفافية على البحث، فضلاً عن تجريب الاستبيان على مجموعة مصغرة لتوضيح أي سؤال فيه غموض بالنسبة للمستبين.
3- قام الفريق بإجراء المقابلات مع أفراد العينة بشكل عشوائي في الشوارع و الأسواق بعد الحصول على موافقتهم على إجراء الاستبيان، ولقد كان هنالك حالة من التردد لدى معظم الأشخاص الذين تم استبيانهم لاعتبارهم هذا الموضوع قد يثير حساسيات لدى بعض الأطراف التي تملك قوة على الأرض.
4- أخذ الاستبيان وقتا أطول من المتوقع لإجرائه وذلك بسبب التوقف المؤقت في بعض الأحيان نتيجة الأوضاع الأمنية المتردية وحملات القصف الجوي والمدفعي لمعظم قطاعات الغوطة الشرقية تقريبا.
5- هناك الكثير من المواطنيين امتنعوا عن المشاركة رغم كل الضمانات المقدمة خوفا من بعض العواقب الأمنية أو لاعتقادهم أن رأيهم لن يؤدي إلى أي تغيير في الواقع الحالي.
6- تمكن الفريق بالنهاية من تنفيذ /756/ استبيان شملت جميع الشرائح المذكورة سابقاً ، فيما بقي 144 ورقة فارغة دون إجابة ، للأسباب التي ذكرت آنفاً.
7- مع اختيار معظم المبحوثين للخيار د في السؤال الرابع وهو مسؤولية كل من الفصائل الثورية والتجار عن الحصار بالإضافة إلى النظام، إلا أن الكثير منهم وضع ملاحظة أن بعض الفصائل فقط وليس كلها هي التي تشارك في الحصار.
8- تشير الرموز (أ،ب، ج، د) في الرسوم البيانية إلى عدد وما هية الخيارات المطروحة لكل سؤال وكم عدد المختارين لكل إجابة.
خلاصة البحث
قد لا تمثل العينة العشوائية المختارة المجتمع كاملا مئة في المئة، كما حال جميع استطلاعات الرأي في العالم ، ولكن من المؤكد أنها تمثل مؤشرات استدلالية عن جزء كبير من واقع المجتمع المدروس.
ومن هذا المنطلق يمكن أن تشكل هذه الدراسة معينا ودليلا للجهات المعنية فيها بالغوطة الشرقية (الفصائل العسكرية، التجار، المؤسسة القضائية) لتلافي الثغرات التي أشارت هذه الدراسة إليها ولعلّ أهمها:
1- عندما يرى أكثر من /40/ في المئة من أهالي الغوطة أنّ بعض الفصائل العسكرية الثورية والتجار إما منفردين أو مجتمعين يساهمون مع نظام الأسد في حصار الغوطة فهذا مؤشر خطير ، لجهة الشعور العام بالظلم من جزء كبير لايستهان به من الحاضنة الشعبية، من قبل سلاح الثورة السورية القوي ( الفصائل والتجار)، وهو الشعور نفسه الذي دعا كثير من الناس للاشتراك في الثورة ضد على نظام الأسد.
2- عندما يرى ثلث أهل الغوطة الشرقية أنّ المؤسسة القضائية غير فعّالة أو أنه لا يعترف بها ، فهذا مؤشر آخر يجب أخذه في عين الاعتبار في معالجة الكثير من الأزمات التي تتالى واحدة تلو الأخرى بأهل الغوطة الشرقية.
وبقي أن نشير إلى أنّه قبيل اكتمال هذه الدراسة بدأ التدخل الروسي المباشر في سورية إلى جانب نظام الأسد ، وهذا ما ترافق بتصعيد كبير في القصف المدفعي والجوي في عموم سورية والغوطة الشرقية ، حيث تم استهداف النقاط الطبية والأسواق الشعبية (المدنيين) بشكل مباشر رغم أنّ ذلك مخالف لميثاق الأمم المتحدة ولقراراتها ذات الصلة.