أفرزت الحرب السورية الممتدة منذ آذار من العام 2011 صراعات بين أقطاب تشكلت على أسس متناقضة، وتحولت فيها القوى السورية إلى أطراف ثانوية في حرب لم يجنوا فيها سوى الهزائم المتتالية.
كُرد سوريا لم يشذوا عن هذه القاعدة، فقد زادت الحرب من استقطاباتهم الموجودة أصلاً منذ بداية نشوء الحركة الكُردية عام 1957، وأصبحوا فِرقاً متخاصمة بعد أن كانوا منقسمين سياسياً وحسب.
إن الحديث عن السياسة والاستراتيجية الروسية لا يمكن أن ينفصل عن الجغرافيا التي تتحدث عن نفسها بمجرد النظر إلى الخريطة؛ فتلك المنطقة النائية الواسعة القاحلة في معظمها التي تبعد عن المياه الدافئة والموانئ وحتى التكتلات البشرية الكبيرة، تلك الأرض المحصنة والتي تُعتبر من أكثر بقاع الأرض مناسبة للدفاع، كيف لا وهي التي كانت سبب هزيمة هتلر في الحرب العالمية الثانية وقبله نابليون وخسارته للجيش الضخم الذي غزا فيه أوروبا قبلها
في شهر أيار من عام 2014م ( أي قبل خمس سنوات تماماً) خرج آخر المدنيين من حمص القديمة، من 13 حياً في قلب ومحيط المدينة القديمة، بعد حصار دام نحو ثلاث سنوات، عجز فيها النظام عن اقتحام هذه الأحياء بالقوة.
لم يتأخر النظام في تصوير الأمر على أنه بداية عودة "الحياة الطبيعية" إلى ماكانت عليه, وكان قبل أقل من عام قد استرجع مدينة القصير، وقرى الزارة وقلعة الحصن، وحاصر حي الوعر تمهيداً لإخراج من تبقى من معارضين داخله, واليوم بعد مرور كل هذا الوقت، وخاصة مع الذكرى السنوية، يتساءل المرء: أين المهجرون الذين خرجوا من مدينتهم بسبب ما أسماه النظام "بالإرهاب"؟، وما حقيقة عودة الحياة إلى "طبيعتها" وما كانت عليه قبل الثورة؟
أصدرت جماعة “الإخوان المسلمين” في سورية بتاريخ 2019/02/28 بياناً دَعَت فيه تركيا للسيطرة على شمال سوريا، واعتبر البيان أن لتركيا الحق في الإشراف على المنطقة، وهو لـ”ضمان حقوق مواطنيها ومستقبل أمنها القومي والمجتمعي على السواء”، وطالبت الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وحكومته "بالمضي بنصرة الشعب السوري والاستمرار بدعمه".
لا يكاد يمرّ يومٌ إلا وتُطرح فيه قضية الانتماء للوطن السوري، وغالباً ما يكون صيغة السؤال بـ "أيهما أسبق.. الوطن أم الدين أم القومية؟" وقد يكون التساؤل محقاً في حالات عدة يضيع فيه السوري بين ولاءات متناقضة، يحار فيه أيهما يختار ابتداءً.
يهدف المؤتمر الوطني العام إلى تحقيق غايات عديدة، أهمها العمل على بناء إطار قيادي جامع يعبئ طاقات السوريين ويدعم صمودهم ويمثل الثورة السورية وأهدافها على الوجه الأمثل ويعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري
لا يخفى على أهل الدراية والاختصاص أنه في زمن الحروب والأزمات تكثر الشائعات وتقل الحقائق وربما تندر، وهذا ما يحدث تماما في سورية مع كل فصلٍ جديدٍ من فصول الصراع الدائر فيها وعليها والمستمر منذ ثماني سنوات.